وصولنا الى لبنان سنة 1904
نشأتنا وصعوبات البدايات
إن القانون رقم 1901 الصادر في فرنسا والذي استند إليه في الصراع السياسي مع الإكليروس أصبح قانون استبعاد بخاصة للجمعيات الرهبانية التي تُعنى بالتعليم. لهذا السبب، وُجب على جمعية راهبات المحبة التفتيش لراهباتها عن حقل للرسالة خارج فرنسا.: وها هي منطقة الشرق تنفتح لهن أبوابها.
ففي 24 كانون الأول (ديسمبر) 1903، تركت راهبتان مدينة بزنسون واستقلتا سفينة من مرفأ مرسيليا للسفر إلى لبنان مروراً بنابولي والإسكندرية.
إنطلقتا بهدف فتح مدرسة داخلية للأيتام في الدامور بطلب من كاهن لبناني يدعى الأب طوبيا. هاتان الراهبتان تنتميان الى الكنيسة اللاتينية التي يمثلها المندوب الرسولي لنشر الإيمان ومقره في روما. ولكن تأسيس مدرسة في إقليم رسولي تابع للبطريركية المارونية، يتطلب إجراءات متشددة ومعقدة. فهذا التأسيس الأولي لا يمكن أن ينجح.
وأخيراً وبعد أربعة أشهر من الإجراءات والإنتظار والبحث، وبعناية إلهية، تم لقاء مع شخص يُدعى السيد فيا، في بيروت، يتحدر من “هوت سون” بفرنسا وقد وعد الراهبات الفرنسيات بتقديم مساعدته… وقد توسط لهن أمام المندوب الرسولي المطران ديفال الذي أعطاهن إذنه بتأسيس المدرسة الداخلية.
وأخيراً بسكنتا
وفي 5 نيسان (أبريل) 1904، رافق أحد الآباء اللعازريين الراهبتين الى قرية بسكنتا حيث أقامتا.
استقبلهن أهل القرية بحفاوة وقدمت رعية ما روكز لهما مسكناً أقامتا به لغاية شهر تموز (يوليو) 1905 بانتظار الإنتهاء من بناء مسكن لهما على أرض قدمها الخوري أبو ناضر. كانت ظروف الحياة صعبة وحالة الإقامة بدائية ووسائل النقل قليلة أثناء اشهر الشتاء في تلك المنطقة الجبلية البعيدة. (1904-1905).
وفي 3 أيار (مايو) 1904 بدأت المؤسسة الجديدة أنشطتها مع خمس راهبات، فتحن ميتماً، مدرسة مجانية ومدرسة ذي أقساط، صيدلية ومستوصف.
أما الرخصة الرسمية فقد وصلت من روما في 21 حزيران (يونيو) 1904.
مع توالي السنين، فإن الخدمات الأساسية المتنوعة التي التزمت بها الراهبات هي أولاً تلبية الإحتياجات في هذا المجتمع اللبناني، في المدينة كما في القرى الجبلية أو في الأحياء الشعبية والضواحي. لقد تطورت الرسالة في قطاعات مختلفة : تربوية، رعائية، اجتماعية وصحية، واليوم ندير خمس مدارس مع فريق من الشركاء العلمانيين.
- بسكنتا : تقسم المدرسة الى قسمين، الأول شبه مجانية والثاني باقساط مدرسية. ويضم الدير أيضاًن، مؤسسة اجتماعية للبنات (حالات إجتماعية) وفرع للتعليم المهني كما افتتحنا حضانة للأطفال.
- بعبدا : لقد طورت قسماً لمساعدة الطلاب ذوي احتياجات خاصة بالسلوكيات وقدرات التعلّم.
- القديسة حنة – بيروت : هي مدرسة للبنات منذ زمن طويل وقد فتحت أبوابها للإختلاط بين الجنسين،صبياناً وفتيات منذ سنة 1914 وهي سنة الاحتفال بيوبيلها المئوي. وبحكم موقعها الجغرافي، في وسط بيروت في محيط إسلامي، فإنها تحتضن وتهتم ب 95% من طلابها المسلمين مع مجموعة من المعلمين المسيحيين.
- بعبدات تقع في وسط بيئة أغلبيتها مسيحية. لذا يأخذ النشاط الروحي الرسولي حيزاً كبيراً من رسالتها.
- كفور : هذه مدرسة تعطي الحياة لإخواتنا المسنات.
إن الأخصائيات الإجتماعيات وأخصائيات علم النفس يلعبن دوراً كبيراً في مساندة الطلاب في مدارسنا كافة.
كما أن الخدمة الاجتماعية، الطبية والراعوية، تؤمنها ثلاث مجموعات.
- النبعة، تقع في حي شعبي في ضاحية من ضواحي بيروت. تقوم راهباتنا بشكل أساسي برسالة التعليم المسيحي والخدمات الإجتماعية والرعوية.
- في كفريا، (البقاع) وفي روم (جنوب لبنان) فإن الرسالة التبشيرية هي قلب رسالتنا، وإن كان المسيحيون هم نسبة قليلة. بمساعدة مؤسسة مالطا، تدير الجماعة مركزاً للعناية الطبية ونادٍ لكبار السن. إنطلاقاً من مركز كفريا، تؤمن عيادة نقّالة العناية الطبية المجانية للمرضى في مخيمات اللاجئين السوريين.
ولا بد من الذكر بأن منطقة الشرق الأوسط تحولت الى إقليم مستقل في سنة 2000.
أين نحن
أبرشية بيروت : بعبدا: المقرّ الإقليمي (جماعة عماوس) / مدرسة بعبدا (جماعة نيميزيا) / بيروت (جماعة القديسة آنا) بعبدات : (جماعة الطفل يسوع).
أبرشية صربا : بسكنتا: (جماعة القديس منصور) / أبرشية أنطلياس: النبعة (جماعة مار شربل)
أبرشية زحلة : كفريا (جماعة أغوسطينا)
أبرشية جونيه : الكفور(جماعة سانت جان أنتيد)
أبرشية صيدا : روم (جماعة سيدة المنطرة)