صلاة القديسة جان-أنتيد توريه
+ ألله وحده
يا إلهي مَلِكَ السّماءِ والأرض، وحدَكَ العظيمُ، وحدَكَ القُدّوسُ وحدَكَ الكُلِّيُّ القُدرةِ، الذي أَمامَهُ لا يستطيعُ أحدٌ أن
يُقاوِمَ، إِنهَضْ وأَفِضْ علينا رَأْفتَكَ وَمَراحِمَكَ، التي هي منذُ القديم. قِفْ ما بيني وبينَ أعدائي. ها هم يَأْتونَ لِيَطرِدوني خارجَ المؤسّسةِ والعائلةِ التي عَهِدْتَ بِها إليّ. إنّهُم يَجهَدُونَ لتقسيمِها ولجعلِها متمرِّدةً عليَّ وعلى كنيستِكَ المقدَّسة[1]. إِنّهم يتحرَّكونَ ضِدّي، لأَنّي سلّمتُ لنائبِكَ، قداسةِ الحبرِ الأعظمِ، هذهِ المؤسَّسةَ والقانونَ الّذي أمليتَهُ عليَّ كي أَقودَ بقداسةٍ كلَّ البناتِ اللَّواتي أشرَكتُهُنَّ معي.
لقد أَلْهَمْتَ نائبَكَ على الأرضِ أن يُوافِقَ على القانون؛ إنَّه مُوجَّهٌ من روحِكَ الّذي جَعَلَهُ يُوافِقُ على التّعديلاتِ التي ظَنَّها تتماشى معَ العدالةِ والإنصاف. أَعدائي يقولون: إنّي أنا مَن أَدخَلَ هذه التّعديلاتِ أو مَنْ طالبَ بها. أَنتَ تعلَمُ، يا إلهي، بأَنّي لم أَقُمْ بإدخالِها ولم تُراوِدْني هذه الفكرةُ.
إنَّهُ يَعودُ لَكَ يا إلهي، أن تُداوي هذه الفوضى الكبيرةَ وأن تَمنَعَ إنقسامَ المؤسّسةِ وهَدْمَها، لإكرامِ ومجدِ إسمِكَ القدّوسِ، وكنيستِكَ المقدّسةِ ودينِكَ المقدّس، ولِبناءِ المسيحيّينَ الصالحينَ، وخيرِ الفقراءِ الروحيّ والزمنيّ،
وتقديسِ هؤلاءِ العَذَارى التَقيَّات اللّواتي أَتَيْنَ وسَيَأتينَ[2] لخدمتهم باسمِكَ القدّوس وحُبًّا بكَ وليَصِرْنَ عروساتِكَ المقدّساتِ.
يا إلهي، ها إني ساجدةٌ أمامَ عظمتِكَ الإلهيّة، تَنَازَلْ وأصغِ إلى صلاتي المتواضعةِ؛ تَعالَ إلى مَعُونتي؛ أَسرِعْ إلى إغاثتي؛ نَجّني من ظُلمِ أعدائي؛ لا تَنْظُر إلى خَطاياي. إنّي وَضَعْتُ فِيكَ وَحدَك يا إلهي ورَبِّي، كلَّ ثقتي، وكاملَ رَجائي: إنَّ من يَرْجُكَ لا يُخزَ أبدًا. أتوسّلُ إليك، ألاّ تنظُرَ إلى عدمِ استحقاقي. بلْ أرجُوكَ أيُّها الآبُ الأزليُّ، أن تَنظُرَ إلى الإستحقاقاتِ اللامتناهيةِ، وآلامِ وموتِ يسوعَ المسيح. إِنّي أَستَحْلِفُكَ بإسمِ وبإستحقاقاتِ يسوع المسيح المصلوب. لقد وَعَدتَ بأنّ كلَّ ما نَطْلُبُه بإسمِه القدّوس يُعطى لنا.
يا إلهي أَشفق عليّ، قُدْني ووَجّهني، بروحِكَ القدّوس. إني أَغفِرُ لأَعدائي عن كلّ شرٍّ أساؤوا بهِ إليَّ، حُبًّا بك؛ وإنّي مستعدّةٌ أن أتألّمَ في كلِّ ما يُرضيكَ، بعونِ نعمتِك، راغبةً أن يَتمّ هذا لمجدِكَ الأعظم، ولتقديسي.
لقد تَنَازَلْتَ واستَخْدَمْتَني لتأسيسِ هذه الجمعيّة، لا أيأسُ من كلّ هذه المعارضات: إِنّها لَيْسَت الأولى، أَنتَ تعلمُ كلَّ التي آلَمَتْني في ما
مَضَى؛لقد ساعدتَني بقدرتِكَ الكليّةِ وأنا كلّي ثقةٌ بأنَّكَ ستساعِدُني في الحاضر.
أنتَ الإلهُ القويُّ وعليكَ وَحدَكَ أَتوكّلُ. لن تَخْذُلَني وستكونَ أنتَ قوَّتي وسندي. إذا تنازَلْتَ وكُنتَ مَعي، لَنْ أَخافَ شيئًا من أعدائي؛ إنّكَ ستكونُ المنتصرَ. هذه المؤسسةُ هي قَضِيَّتُك وصُنْعُ يَديك؛ إنَّه لَمِن صَالِح مجدِكَ أن تَمْنَعَ أعدائي من الفوز بها[3] والسيطرةِ عليها والتباهي وإرضاء شهواتهم، ممّا يثير استنكارَ الرأيِ العامِ والرهبانيّة وعلى حساب الفضائل المقدّسة من طاعة وتواضعٍ ومحبّةٍ وتجرّدٍ وعُرفانٍ بالجميلِ وعدالةٍ، والخطرِ الكبيرِ لِلوُقوعِ في الضَلالِ والوَهمِ.
يا رحيمي يا يسوعُ، لَكَ كلُّ سلطانٍ على القلوب؛ بوسْعِكَ أن تهديَها. إنّي أَلتَمِسُ وأرجو منكَ ذلك. إجعَلْني أَنْ أَعرِفَ إرادتَكَ وتصاميمَكَ وكلَّ ما تريدُ أن أَفعلَهُ، سأفعلُه كوني كلّي إيمانٌ أَنَّني أستطيعُ كلَّ شيءٍ مَعَك ومع نعمتِكَ؛ وأُؤْمِنُ أيضًا بأَنّي لا أستطيعُ شيئًا بدونِكَ، وأَنّي لَستُ إلاّ ضُعْفًا وخطيئةً وجَهْلاً.
إنّي أضعُ كلَّ شيءٍ تحتَ رأفتِكَ الأبويّةِ الّتي أستسلِمُ إِليها كُلِّيًّا ولِلأبد. آمين.
“يا ربُّ إِستمع صلاتي، وصُراخي إليك يأتي”.
قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسُ الّذي لا يموتُ[4]، أَشفق عليَّ، إِغفِر لي، خَلِّصْني، إِحْفَظْني واحْمِني من كيد كلِّ أَعدائي.
آمين!
– الكلمةُ صارَ جسدًا وسَكَنَ بَينَنا.
– لِيَكُن المسيحُ معنا2
يا يسوعُ، ومريمُ، يوسفُ، كونوا دومًا بِعَوْني.
آمين!
[1] هذه الكلمات تعبّر عن مقدار وعي جان أنتيد أن تكون “ابنة الكنيسة” وأن تدرك وتظهر إرادة الكنيسة.
[2] على مثال يسوع، الذي صلّى بعد العشاء: “أيضًا من أجل أولئك الذين قبلوا كلامهم آمنوا بي” (يو 17: 20) لم تفكّر جان أنتيد ببناتها الحاضرات فقط بل بأولئك اللواتي سوف يأتين من بعدهنّ فإنها قد صلّت من أجلنا جميعًا.
[3] جان-أنتيد، تشير هنا، إلى أعدائها، الّذين بفصلهم المؤسَّسَة عن الأمّ المؤسِّسة، يحاولون إغتصاب مهمّة لم توكل إليهم، والإستيلاء على “عمل اللّه” وأن يسلبوا لأنفسهم المجد الّذي يعود لله وحده.
[4] هذا هو الإبتهال الشّهير “Agios, otheos, Agios Ischyroo, Agios Athamatos” “قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الذي لا يموت” الّذي تفخر به ليتورجيّة الكنائس الشرقيّة والمخصص في الليتورجيّة اللاتينية لصلوات يوم الجمعة العظيمة.
3 “المسيح فيما بيننا”
لماذا هاتان الآياتان؟ بدون شك لتأكيد القوّة العظيمة للكلمة المتجسّد الذي حلّ بيننا والذي يصمد بثبات أمام أعدائه.