الذكاء الاصطناعي: تحديات وأخلاقيات

“الذكاء الاصطناعي: تحديات وأخلاقيات”

شهد مقر الرئاسة الاقليمية في لبنان لقاءً تكوينياً مع إخصائيين من جامعة القديس يوسف حول: “الذكاء الاصطناعي: تحدياته وأخلاقياته”. استهلت الرئيسة الإقليمية الأخت ميري اسطفانوس الجلسة بكلمة أخوية تحدثت فيها عن أهمية هذا التطور وتحدياته التي نصادفه في رسالتنا ولا سيما على الصعيد التربوي وحضّت على توسيع المناقشة والأفكار لمواكبته بانفتاح ويقظة . ثم أعطت الكلام للدكتور مارك ابراهيم ، مهندس وخبير تكنولوجي في الذكاء الاصطناعي ومحاضر في الجامعة اليسوعية. وقد أسهب المهندس مارك في تحديد هذا التطور والذكاء الاصطناعي وكيفية ادارته واستعماله وكيف يتلقى معلوماته وكيفية تجهيزها :

“الذكاء الاصطناعي (AI) هو مجال علوم الكمبيوتر المخصص لحل المشكلات المعرفية المرتبطة عادةً بالذكاء البشري، مثل التعلم والإبداع والتعرف على الصور. تجمع المؤسسات الحديثة كمياتٍ كبيرةً من البيانات من مصادر متنوعة مثل أجهزة الاستشعار الذكية والمحتوى الذي ينشئه الإنسان وأدوات المراقبة وسجلات النظام. الهدف من الذكاء الاصطناعي هو إنشاء أنظمة ذاتية التعلم تستخلص المعاني من البيانات. بعد ذلك، يُمكن للذكاء الاصطناعي تطبيق تلك المعرفة لحل المشكلات الجديدة بطرق تشبه الإنسان. على سبيل المثال، يُمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي الاستجابة بشكل هادف للمحادثات البشرية، وإنشاء صور ونصوص أصلية، واتخاذ القرارات بناءً على مُدخلات البيانات في الوقت الفعلي. يمكن لمؤسستك دمج إمكانات الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتك لتحسين عمليات الأعمال لديك وتحسين تجارب العملاء وتسريع الابتكار.”

 كما أنه ركز على التطور الاصطناعي منذ القرن التاسع عشر واستهلاكاته حتى وصولنا الى هذه الحقبة من التطور حيث أنه أصبح يطال المجالات كافّة: الطبية، التربوية ،الهندسية والصناعية.

ولكن بالنسبة للدكتورمارك إن الذكاء الاصطناعي هو في طور التعلّم وهو يتطور بفضل الإنسان الذي يعطيه التوجهات التي يبغيها وما عليه إلا أن يعطينا نتيجة ما تدرّب عليه.

إلا أن الأب الدكتور ادغار الهيبي فقد نوّه بهذا التطور التكنولوجي وشرح كيفية استعماله ليبقى ضمن خانة الأخلاقيات الإنسانية والدينية المسيحية .فالذكاء الاصطناعي هو الحدود الجديدة للإنسانية وبمجرد عبور هذه الحدود سيؤدي الذكاء الاصطناعي الى شكل جديد من الحضارة الانسانية . فالمبدأ التوجيهي لهذا الذكاء ليس أن يصبح مستقلّاً أو يحلّ محل الذكاء البشري بل أن نتأكد من تطويره من خلال نهج إنساني قائم على القيم . فلا بد من إقامة التنشئة الفاعلة لمواكبة هذا التطور السريع وفرص الابتكار التي تشهدها تقنية الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات. لذا على المؤسسات والجماعات أن تناقش بعمق وتفضيل شامل المبادئ والأخلاقيات  التي يجب مراعاتها أثناء استخدام الذكاء الاصطناعي .

واستفاض الأب الهيبي في شرح المبادئ العشرة التي تبناها إعلان مونتريال بخصوص الذكاء الاصطناعي المسؤول:

مبدأ الرفاعية

احترام مبدأ الاستقلال

حماية الخصوصية والسرية

التضامن

المشاركة الديمقراطية

المساواة

إدراج التنوع

الحيطة

المسؤولية

التنمية المستدامة

إن وضع هذه المبادئ الأخلاقية والسهر على تفعيلها ونشرها هي الخطوة الأولى الأهم لتعزيز الثقة بهذا التطور والتخفيف من مخاطره وضمان توزيع فوائده بشكل عادل.

https://declarationmontreal-iaresponsable.com/wp-content/uploads/2023/01/AR-UdeM_Decl-IA-Resp_LA-Declaration-ENG_v2.pdf