وداع أختنا "ألفرد ماري" إلى اللقاء

كلمة ألقتها الأخت منى قرباني بمناسبة انتقال الأخت ألفرد-ماري زلحف

“طوبى للذين يموتون في الربّ، فإنّ أعمالهم سبقتهم” (رؤيا ١٤/١٣)

اجتمعنا اليوم لنرافق بالصلاة أختنا ألفرد-ماري يوم انتقالها إلى السماء، بعد انتقال رفيقتها الأخت إيڤونيت التي تستقبلها مع القديسة جان-أنتيد وأخواتها.

ولدت الأخت سيلڤي عبدالله زلحف في دمشق في ١٤ شباط ١٩٢٨، وهي تنتمي إلى عائلة مسيحية ملتزمة، ربّتها على الإيمان وكرم الأخلاق. وكما نادى الربّ بولس “رسول الأمم” في دمشق، نادى الربّ أختنا، فلبّت دعوته بسخاء في ٢١ تشرين الثاني ١٩٤٨، والتحقت بالأخت جان-دمسان ابنة عمّها، وعاشت في رهبانيّتنا مدة ٧٥ سنة (خمسة وسبعين سنة) وفرح التكريس مشعّ على وجهها.  

نالت إجازة في التاريخ والجغرافيا. جسّدت رسالة يسوع التعليمية في إدارة مدرسة دمشق، فخَبَب في سوريا، وفي إدارة الدروس في مدرسة القاهرة في مصر، والعمل كمُدرّسة في مدرسة بعبدات، ومسؤولة عن مركز المسنّين في روم وفي كفريا. كما تولّت مسؤولية جماعتنا الرهبانية.

يا أختنا ألفرد-ماري، المرأة الفاضلة والعذراء الساهرة، نشكر الربّ على حياتك المليئة بالعطاء، بالحكمة، وبحسن الإدارة في كلّ المجالات. نشكره على علاقاتك الطيّبة المميّزة بالمحبّة، بمعشرك اللطيف، مع روح الفكاهة والبسمة المشعّة. فأينما حللت تركت أثرًا جميلًا في القلوب. لقد أحببت الجميع والكلّ أحبّك. وأنا شاهدة بأنّني غالبًا ما ألتقي في بعبدات بأناس وأقارب يطمئنّون عنك ويرسلون لك سلامهم.

وبعد أن تهيّأت في هذا الدير للقاء ربّك، وبعد تعرّضك بالأمس لوعكة صحيّة، شهدت رئيستك الأخت جاكلين كرم بأنّك استسلمت للإرادة الإلهية بسلام واستعدّيت للقاء العريس السماوي بكلمة “إنّني أحبّه!”، فنقلك إلى دياره السماوية، محاطة بأخواتك الراهبات وبعائلتك العزيزة.

في عيد مار بطرس خليفة يسوع، وعيد مار بولس شفيع كنيسة دمشق، نقدّمك مع ذبيحة يسوع كقربانة مرضية للربّ. نطلب منه أن يكلّلك بالمجد، وأن يمتّعك برؤية وجهه الحنون. إستريحي في قلبه، واشفعي لنا، لعائلتك، لبلدك، ولهذا الشرق. فليكن ذكرك مؤبّدًا من الآن وإلى الأبد.

الكفور بتاريخ ٢٩ حزيران ٢٠٢٤