أيلول  2024 

اللقاء السنوي  الخامس عشر لمدارس البزنسون

المهمة التعليمية للقديسةجان أنتيد
بين الأمس واليوم
                                                                (الأخت فاندا ماريا كليريسي )


أشكر الأخت ميري ومجلسها الكريم  على دعوتنا للمشاركة في هذه اللحظات المميزة  ،
 وفي هذا التدريب المخصّص لمعلمي مدارس راهبات المحبة الخمس في لبنان.

 
ما أعظم ابتهاجنا اليوم بهذه الفرصة للقاء القديسة جان أنتيد توريه ! فهي تأتي إلينا
لتلتقي بنا  وتقرع بابنا، لا بل باب كلّ فردٍ منّا.


مقدمة :


لا أستطيع أن أتحدّث عن الماضي بدون أن آخذ الحاضر في عين الاعتبار، فهذا الأمر سيشكّل مفارقة تاريخية كبرى.  إذ أنّ الحديث عن الماضي ينير لنا الدّرب في الحاضر ويسمح لنا بتلمّس خطوط المستقبل.
إنّ معرفة ماضينا جيدًا تسمح لنا باقتراح التغييرات الضرورية في الحاضر وفي المستقبل.
إذ يمكننا أن نجد أوجه تشابه بين الفترة التاريخية التي عاشت فيها القديسة جان أنتيد
وما تعيشونه في لبنان: فترتان  من  الأزمات الكبيرة، وعصران أشدّ ما يكونان في
حاجة إلى شهود وأنبياء ورسل ليتحدثوا عن الله وينفتحوا على الأنثروبولوجيا
المسيحيّة.
وُلدت مؤسسة رهبنتنا في فرنسا، في سانسيه، عام 1765، لكنها توفيت في إيطاليا، في نابولي، في عام. 1826.

عاشت ستين عامًا من عمرها في حقبة مليئة بالأحداث، تميزت بالثورات
الثقافيّة (عصر التنوير) ، السياسيّة (من الملكيّة المطلقة إلى الجمهوريّة، بفضل
الثورة الفرنسية، 1789-1799، والثورات الأخرى) ، الاجتماعية (إلغاء الطبقات الثلاث
الاجتماعية: النبلاء ورجال الدين والناس) ، والاقتصادية (من النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي) والدينيّة (من الدين التقليدي إلى دين إلهة العقل).
إنكم تمرون باضطرابات كبيرة تتسم بشكل خاص بالفساد والعنف والحروب والتناقضات وتعاقب الحكومات غير الفعاّلة.

وفي فرنسا، أثّرت التحوّلات على:
– النظام السياسي: من الملكية المطلقة إلى الجمهورية وحكم الشعب الّذي كرّس شعار: (الحرية، المساواة، الأخوة)؛
–  نظام الكنيسة: من رجال الدين الأرستقراطيين إلى رجال الدين المحلفين أو المضطهدين، مع تأميم ممتلكات الكنيسة وإلغاء الرهبانيات الدينية والرهبانية .
– النظام الاجتماعي: بإعلان حقوق الإنسان والمواطن و إعطاء دور جديد
للنساء و انهيار النظام الأخلاقي.


لبنان بلد شهيد ومعذّب باستمرار: استمر عدم الاستقرار السياسي منذ ذلك الحين
عدة سنوات، مصحوب بالركود الاقتصادي العميق، وبتغيّيرات في التركيبة السكانية، بالإضافة إلى الأزمة الأخلاقية وانعدام الأمل في المستقبل.

 زِدْ على ذلك، الانفجار الذي دمّرمرفأ بيروت في 4 آب 2020 والّذي خلّف وراءه قتلى وجرحى ونازحين، و ما زال الجرح ينزف…
ولم تعد بلاد الأرز بلد التعايش الديني حيث  تلتقي الأديان على اختلافها في الأخوة،  و حيث يمكن للمسيحيين والمسلمين أن يعيشوا معًا.
فالمواجهة الحالية بين إسرائيل وإيران، والضربات المستمرّة في الجنوب  تولّد حالةً من  التوتر و الاضطرابات النفسية الدائمة لدى المواطنين الذين يحاولون التشبث بالحاضر بدون التفكيرفي المستقبل.

لكن لبنان يجب أن يبقى “رسالة سلام”، كما يذكرنا البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته
إرشادات ما بعد السينودس1.

إن أوجه التشابه بين الفترتين التاريخيتين واضحة، بالرّغم  من وجود  بعض الاختلافات،
ولهذا السبب من الضروري تحديد السياق حتى لا يتعرض لخطر الإنشاءوالخطابات النظرية.  فنحن نصرّعلى البقاء راسخين في الواقع ،وعلى تحديد  التحدّيات الأساسيّة الّتي لا بدّ لنا من  معالجتها والعمل على تطويرها  بالرّغم من  أوقات “الشِّدّة “هذه الّتي نعيشها.


المهمّة التي قبلتها جان أنتيد
استقبلت القديسة جان أنتيد في يوليو 1797 المسؤولين الآتين من  بيزانسون (المونسنيور دي شافوي،باكوف وبوشيت)، المنفيين مثلها في سويسرا،  و كانت المهمة محدّدة:
“لذلك أطلب منك العودة إلى فرنسا في غضون خمسة عشر يومًا لمساعدتنا في استعادة
الإيمان والأخلاق الحميدة في أبرشيتنا، اقتداءً بشفيعنا القديسين فيريول وفيرجيوكس “.2
;
الكنيسة تأمر جان أنتيد بالعودة إلى فرنسا “لاستعادة الإيمان والأخلاق الحميدة”
على خطى القديسين فيريول وفيرجيو، أول المبشرين بفرانش كونتيه، اللذين سقطا
شهدين سنة 212 م.

 و قد أدّى قبولها هذه المهمّة إلى ظهور بذور تجربة تربويّة  استثمرتها  طوال مسيرتها  الرسوليّة.


فلنتعمّق  في معاني  هذه الكلمات حتّى نتمكّن  من عيشها  اليوم بوعي و مسؤوليّة.
يعيد بناء: يثبت…، يبني ما تهدّم، ما سقط…، يعيد بناء… يعيد إحياء، ولكن المسألة  ليس
ليست بالضرورة مجرد استعادة للماضي، بل يمكن أن يكون بالأحرى مسألة إحياء ما كان
من خلال بثّ الحياة فيه من جديد ، في الوقت الحاضر.


الإيمان: “الإيمان عطية من الله، ولكنه أيضًا عمل حر وإنساني للغاية.
يقول التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ذلك بوضوح: “الإيمان ممكن فقط بالنعمة و
المعونة الداخلية  من الروح القدس. و هو عمل إنسانيّ بحت. إذ أنّه لا يتعارض مع حريّة الإنسان ولا مع ذكائه.

 الإيمان يعني تسليم أنفسنا بحرية كاملة وفرح لتصميم العناية الإلهية في التاريخ،
كما فعل البطريرك إبراهيم، كما فعلت مريم الناصرة. الإيمان إذن هو الموافقة
التي بها تعلن أذهاننا وقلوبنا بـ “نعم” لله، معترفين بأن يسوع هو
الرب. وهذه الـ “نعم” تُغيِّر الحياة، وتشرّع  أمامها النوافذ لرموزٍ لا تحصى و لا تعدّ  ،
فتجعلها جديدة، غنية بالفرح والرجاء الموثوق.”3

 العرف( العادات والتقاليد) :يتعلّق العرف بالطريقة المعتادة في التفكير أو التصرف، والتي يتم اكتسابها من خلال العادة أو التعليم، أو المستمدة من التراث التقليدي، الذي يكشف عن الشخصية الأخلاقية للفرد (وكذلك للمجتمع)، لمبادئه، لسلوكه. وهو يشمل جميع العادات
الأذواق والمواقف السائدة التي تميّز مجموعة من الناس ،(أو دولة،  أومنطقة معينة) في فترةٍ تاريخيّة معيّنة.

لا يقتصر العرف على نمط ملابس مميز لأماكن معينة، أو عصور معينة (موضات)، أو بيئات معينة، مرتبطة بها معاني معينة، غالبًا ما تكون تقليدية أو شعبية.
يتعلّق العرف بسلوك الشخص وعلاقاته في مختلف مجالات الوجود ، وبالتالي أيضًا المجال الأخلاقي/السلوكي.
ولهذا السبب يتم تعريف العادات في كثير من الأحيان بخاصية: عادات سهلة، عادات سيئة،
…. جيدة.
ولذلك فإن صفة “صالح” تحيلنا مباشرة إلى عدة نصوص من كلمة الله حيثما كانت
مستخدمة. لنأخذ مثلاً واحدًا وهو من  الأكثر شيوعًا، مأخوذاً من إنجيل متى 19: 16-

“وإذا واحد قد جاء إلى يسوع وقال له: “يا معلم، ماذا ينبغي أن أفعل من الصلاح لتكون لي الحياة الأبدية؟ » قال له يسوع: لماذا تسألني عن الخير؟ الصالح هو الله وهو
وحيد ! إذا أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا. » فقال له: «أيّهما؟» » أجاب يسوع: “لا تقتل، لا يجوز لك ارتكاب الزنا. لا يجوز لك ارتكاب السرقة. لا تشهد شهادة زور. أكرم أباك وأمك. وأيضا: أحبب قريبك كنفسك.”
فقال له الشاب: لقد فعلت كل هذا: ما الذي ينقصني بعد؟ »

فأجاب يسوع: «إذا أردت أن تكون كاملاً، فاذهب وبع ما لك وأعطه للفقراء، فيكون لك كنز.
في السماوات. ثم تعال واتبعني. » عندئذٍ انصرف الشاب حزينًا، لأنه كان لديه شيء عظيم”.

القول بأن الله صالح يعني أن الله يتصرف دائمًا وفقًا لما هو صواب وحق وصالح.
فالصلاح جزء من طبيعة الله، ولا يمكنه أن يتعارض مع طبيعته. القداسة و
العدالة جزء من طبيعة الله. لا يستطيع أن يفعل أي شيء ليس فيه  تقوى أو ظالم. والله هو المعيارلكلّ ما هو جيد. وهذا يعني أيضًا أنه لا يوجد في الله شر، نواياه  ودوافعه دائما جيدة.
طلب هذا الرجل الغني هو تأمل عميق في معنى العمل، وكيف أختبره
وكيف يحوّلني عملي. يمكننا نحن أيضًا أن نطرح هذا السؤال: “ماذا ينبغي لي أن أعمل؟
أفعل الخير” لأنجح في مهمتي كمعلمة؟ رد يسوع مباشر: كل عمل
خيّر يأتي من صلاح الله: الطريق الذي يجب اتباعه يتطلب خيارًا جذريًا وقرارًا.
الأمر الأساسي هو أن تكون جيدًا في فعل الأشياء الصالحة، متبعًا الرب.
لا يمكن اتخاذ هذا الخيار الأساسي إلا بحرية، فهو يعطي معنى للحياة وعيش
الفرح الحقيقي الذي لا يرتبط بالأشياء التي نملكها.


واقع  رسالتنا
إن الأمر “باستعادة الإيمان والأخلاق الحميدة” الذي تلقته جان أنتيد من الكنيسة هو أيضًا الأمر الّذي يوجَّه إلينا اليوم، على الرغم من وجود بعض الاختلاف.
يستخدم الله دائمًا الوساطات، فلنفكر بالملائكة والأنبياء. ولكن الله يستخدم أيضا
رسلاً آخرين وذوي خبرة في الإيمان وقديسين وشهوداً.
أنتم أيها المعلّمون، إنطلاقًا من كونكم معلّمين في مدرسة كاثوليكية، من المفترض أن تكونوا
رسل الله في كلّ مؤسسة و عليكم إنجاز مهمّة قيّمة  و هي التبشير بثقافة الإنجيل.
كتب الأب الأقدس رسالة حول دور الأدب في التربية (4 أغسطس 2024).حيث
تسلط التأملات الضوء على الدور المهمّ للأدب في تثقيف قلوب الناس و عقولهم ، و الغوص  أعمق المواضيع  .
لم تتمكن جان أنتيد من الذهاب إلى المدرسة أو مواصلة دراستها. إنها تعرف قيمة هذا
الحرمان. و قد  جعلتها تجربتها الشخصية تقدّر أهمية التعليم والمدارس
وهي – بالنسبة لها – أماكن مميزة لتثقيف الشباب وإعادة العادات الحميدة
الأخلاقية والدينية في المجتمع.
أرادت أن تصل إلى قلوب الناس، لأن القلب هو مكان التربية الحقيقية. بالنسبة لها،
المحبة هي روح التربية ومبدأ التنشئة في أي نوع من الخدمة الرسولية.
منذ بداية مهمّتها، أدركت مؤسستنا أن التعليم هو أحد أسمى أنواع التعبيرأغنى تجلّيات الحب.

ولهذا تعتبر راهبات المحبّة التلامذة الموكلين إليهم كودائع مقدّسة ومواهب موضوعة بين
أيديهم  لجعلها ثمينة.
تقدمت جان أنتيد إلى الأمام بشجاعة، متكلة على قوة الله وعاشت الإيمان،
الأمل والإحسان.
يمكننا القول إنها واجهت مقاومة نشطة: فهي لم تؤدِّ القسم المطلوب
كانت معارضة للنظام الثوري، وخاطرت بحياتها لمساعدة من يحتاجون إليها
الرعاية (الأطفال، البالغين، المرضى، الكهنة، الخ).
كما أظهرت مرونة سمحت لها بمواجهة الكثيرين والتغلب على
أحداث مؤلمة وفترات طويلة من الصعوبات، بدون الاستسلام لليأس أبدًا.

كانت تمتص الضربات بقدرة رد فعل لا تصدق بالنسبة لامرأة مثلها في ذلك العصر.
غنية بالمعرفة والمهارات المكتسبة خلال التجارب السابقة
حياتها مليئة بالمغامرات (في عائلتها، مع بنات المحبة، في سانسي، في التقاعد
مسيحية الأب ريسيفور، كمنفى وسري لأوروبا)، سعت ومعها
إبداع عظيم، واستراتيجيات تتكيف لتحقيق هدفها.
من الناحية المنهجية، ركز مشروع جان أنتيد التعليمي على كرامة
الشخص ككل.بالإضافة إلى معرفة كيفية القراءة والكتابة والعد والتواصل مع الآخرين،
 كانت تلك ركائز التعليم وما زالت ذات صلة بيومنا هذا.
لقد سعت دائمًا إلى التعاون مع السلطات المدنية والدينية، ومع الناس العاديين
المهنيين الأكفاء،…
لقد استثمرت دائمًا في تدريب الأخوات والمساعدين لتقديم الخدمات
 ذات الجودة.
لقد طورت منظمة تتسم بالفعالية والكفاءة، بدون أن تخجل من إعادة تقييم
أهمية المهمة، و دراسة استراتيجية التنمية للمشاركة في بناء مجتمع أكثر إنسانية وأكثر إنجيلية.
تدرك جان أنتيد أن المدرسة هي أداة التعليم المتكامل. المدرسة بحاجة إلى
المكان والمساحة المناسبين،  إنها مشروع تربوي وقواعد حسن السيرة والسلوك.

أنتم أيها المعلّمون الأعزاء، بصفتكم مربّين مسلّحين بالعلم  وأكفّاء، تعتبرون
كشركاء فعّالين ومسؤولين مشاركين في المهمة التعليمية لراهبات
المحبّة.
ولتحقيق ذلك، لا نستخف بالتبشير المباشر وغير المباشر. الشهادة هي
أفضل كلمة يقرأها ويسمعها الجميع (المؤمنون وغير المؤمنين). لا يكفي التدريب
الفكري أو الجسدي أو المنطقي أو الفني. طلابنا لديهم الحق في الخير
والمعرفة الروحية. المجتمع الحالي يولّد الأمية الدينية (الأصولية
أو النسبية المطلقة). نحن، كمدرسة كاثوليكية، نرفض هذه الديكتاتورية ونستنكرها
ونؤكد مع الكنيسة أن التعليم الديني هو حق أساسي ولا ينبغي لأحد أن يُحرم منه.
لقد فهمت قديستنا بوضوح أهمية الشهادة إلى درجة أنها في قانون 1820،
تشير إلى محتوى المواد التي سيتم تقديمها والأساليب التي سيتم تطبيقها. التعليم المسيحي، وهذا يعني ويعتبر التبشير المباشر اقتراحًا لفتح الشباب على االسمّوّ الروحاني.
“إن الخدمات التي سيقدمونها للفقراء لن تتوقف عند الاحتياجات الزمنية، ولا عند العناية
بصحّة الجسد: خلاص الروح هو ما يكون أحب إليهم من أي شيء، ما يوقظ في الجميع
حماستهم، التي سوف يطبقونها بحكمة و ثبات و بدون كلل”.
لكن كيف تمكنت جان أنتيد من تحقيق ذلك؟ كيف يمكنك تحديد أسلوبك التعليمي؟


الأسلوب التعليمي للقديسة جان أنتيد
أسلوب الخدمة الذي تركته مؤسستنا لبناتها وزملائهن وأصدقائهن
العلمانيين هو أسلوب إنساني روحي، وهو أسلوب يعترف بيسوع النموذج
 في التعليم وممارسة المحبة.
يفترض التعليم لقاءً بين شخصين على الأقل: فهو المكان الذي يتم فيه
 ويظهر سر التجسد. إنه في العلاقة الشخصية التي تحدث
المغامرة التربوية التي تعني الجميع (المعلم والطالب). يتم بناء العلاقة التعليمية
للآخر ومع الآخر. والآخر هو “كلمة” من لحم ودم تنادي.
الخدمة في كلّ شيء، يجب أن نحاول دائمًا الحصول على طاقة علائقية إيجابية وحقيقية.
تكتب جان أنتيد: راهبات المحبة، تحركهن حماسة المحبة المسيحية، “…
في كل مكان سوف يطيرون بكل قوتهم نحو المحتاجين…”.

الفعل يطير يشير إلى حركة نحو ديناميكية علائقية للخطوة الأولى
البحث واكتشاف الحاجة، لفهم ما لم يقال، من أجل الترحيب وتكون قادرة على إعطاء استجابات كافية وفعالة.
بالنسبة إلى القديسة جان أنتيد، فإن العلاقة التربوية هي عمل خاص يتميز
بالحنان والحزم. راهبة المحبة امرأة مختصّة في العلاقات والأساليب التعليمية التي تطبقها في خدمة الناس.
دعوة الحنان الحقيقية: الحنان هو البصمة الخاصّة بالأسلوب التعليمي
الخيري، فهي توجه النظر نحو مختلف فئات الناس المّهمشة في
الحياة ،بسبب مشاكل شخصية أو جسدية؛ كتبت الأم ثوريت إلى أخواتها في نابولي:
“ستكون الفتيات الصغيرات المعوزات محفزًا للتعبير عن محبّتنا  الخاصّة  لهنّ و حناننا تجاههنّ”.


عرفت جان أنتيد كيف تكسب قلوب بناتها والفقراء، من خلال هذا الحنان الذي يرفع ويعيد القوة إلى النفس والروح.  جان أنتيد لا تتردد في أن تحب بقلبها كامرأة، كراهبة، كأم .

التجربة الكنسية اليوم تؤكّد أن “الحب وحده هو الذي يربي”.
لقد سعت مؤسستنا دائمًا إلى تلبية  حاجة قلب الشخص ومساعدته على بناء نفسه
داخلياً، لأن القلب هو محل التربية الحقيقية ولا مجال إلا فيه
لنخاطب قلوب الناس  و نعرف بأننا نستطيع تثقيفهم.
ولهذا السبب، في مدارسنا الخيرية، يجب أن يكون التعليم مسألة تتعلق بالقلب.
تقترح القديس جان أنتيد عدم تنفير القلب، وعدم الضغط عليه، بل الفوز به
وأن نجعله فاضلا:
“…العقل والأخلاق اللطيفة والتلميحات تكسب قلوب البنات”.
“لجعل القلب فاضلاً، لا بالإقناع ولا بالقدوة ولا بالصلوات ولا بالأسرار،
لا العقوبات ولا أي وسيلة من الوسائل التي يضعها العقل في السلطة بل بالاتفاق مع الدين
 ومعلمي التربية. “وفي بناء العلاقات، تقترح اللجوء باستمرار إلى اللطف والوداعة،
الرحمة والصبر.

ولنرى سمات هذا الحب الذي يربي:
. الحب المحترم واليقظ: تريد جان أنتيد من أخواتها خدمة الفقراء
باحترام، ورؤية فيهم شخص يسوع المسيح الذي اعتبرأنّه  قد فعل
لنفسه ما فعل لأحد إخوته الصغار.
. الحب اليقظ: اليقظة تمليها المحبة، ويعّبر عنها بالوداعة وهي في الوقت
نفسه حازم وثابت.
. الحب الذي يجعل الشخص مسؤولاً وواعيًا بأفعاله؛
. الحب الذي يتطلب ويكافئ ويعاقب: يجب أن تكون شخصية المربي لطيفة
وحازمة حتى يتمكن المتعلم من العثور باستمرار على مثال أعلى يحتذى به.
اللطف والعقل هما الوسيلة التي نكسب بها قلب الناس؛
. المحبة الفائقة الطبيعة: المحبة التي تأتي من الله، محبة الله ومحبة القريب
هي عطية الروح. تؤكد جان أنتيد أن بناتها لن يسمحن لبعضهن البعض  إلّا بهذا الحب الّذي
لا يتغلب عليه الاشمئزاز ولا التعب ولا الأخلاق القاسية ،لأولئك الذين يجب أن يكون الحبّ
موضوع حماستهم وعنايتهم.
من الضروري التأكيد على أن جان أنتيد تعترف في يسوع بنموذج أسلوب
المحبة التي تربي، تعجب بسلوك يسوع مع تلاميذه، وكيف كان
أجاب كيف تصرف معهم وكيف دربهم.

وفي دساتير عام 1820، دعت المدربين إلى ممارسة وظيفتهم عن طريق التقليد
عيسى:
“…إنهم لن يغيب عن بالهم السلوك الذي كان المخلص يحافظ عليه باستمرار
من الرسل. وتحمل قسوتهم باللطف. باللطف صحح أخطائهم و
وصبر عليهم، ولم ينزعج من عيوبهم، ولم يقسُ عليهم قط،
ولم يطلب منهم أن يكونوا كاملين في لحظة … “.
هل كان هناك أب ألطف وأكثر حنانًا من يسوع؟ هل هناك نموذج أكثر حكمة؟
وأحق أن يكون له مقلدون حقيقيون؟

.
وهنا تؤكد الأم ثوريت بشكل خاص أن يسوع هو المربي. يسوع هو النموذج الذي يجب الاقتداء به
العلاقة التعليمية. عندما تتحدث جان أنتيد عن يسوع، فإنها تذهب إلى حد وصفه بأنه الأب
حنون ويتحدث عن حنانه ولطفه الأبوي (راجع LD: 54؛ 57؛ 98؛ …).
فكما أن يسوع هو أب لطيف وحنون للرسل، كذلك يستطيع المربي أن يتبعه.
الأسلوب الذي تجد فيه سمات الأم والأب توليفة ذات معنى.
كانت القديسة جان أنتيد امرأة شجاعة جدًا، في مجتمع تميز بالشجاعة
تحولات ثقافية وسياسية واجتماعية ودينية كبيرة، ووجدت القوة
لاقتراح شيء جديد: مشروع التعليم والتبشير بهدف
التنمية المتكاملة للإنسان ولصالح المجتمع. يمكننا أن نقول أنها
قائد ومدير ومنظم راقي للغاية.
تتبدّل الاتجاهات التعليمية، لكن النمط التعليمي للقديس جان أنتيد هو كذلك
دائم، وهو رقم ثابت خاصة بالنسبة للمؤسسات الخيرية.
قالت جان أنتيد، التي أحرقتها نار المحبة:
“…لكانت قد عبرت البحار، وذهبت إلى أقاصي الأرض، لو أنها ظنّت
أنّ الله أراد ذلك ليحقق مجده.”


إن الأسلوب التعليمي لراهبات المحبة يتحقق من خلال الاهتمام بالصغار والضعفاء
و الأخير في المجتمع المعاصر، إلى هؤلاء الأشخاص الذين لا صوت لهم، و لا
سلطة، الذين لا يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم والذين ليس لديهم من يدافع عنهم. تثقيف
فقراء، فهو يعيد لهم كرامتهم كأشخاص وعظمتهم كأبناء الله
وتحريرهم من تأثير وسائل الإعلام والمعلومات الآنيّة.
بالنسبة لجيان أنتيد، تندمج المدرسة والأعمال الخيرية في مشروع تعليمي واحد
وأنّ الإحسان هو روح التربية ومبدأ التدريب. مشروعنا التعليمي
يطلب منا أن نكون أبطال تاريخنا وزماننا وكنيستنا، فلا
نخاف من السير ضد التيار ومواجهة التحديات كما فعلت مؤسستنا (على الرغم من
التحيزات والقيود المفروضة على النساء في عصرها، تحدت جان أنتيد  كلّ القيود و كتبت صفحة في تاريخ البزانسون ونابولي.
اليوم تطلب منكم أن تكونوا مربين ومبشرين تتصرفون بأسلوبها الخيري، محدثين ومثقفين
ببصمتكم الخاصة، أغنياء بذاتكم ، بسطاء واضحين و غامضين  في الوقت نفسه .
تتحدث جان أنتيد اليوم إلى شبابنا المشوشين وفاقدي الاتجاه عن أسلوبها في العمل الخيري
اليقظة والوقائية والودية حديثة بشكل مدهش. إنها تذكرنا بهذا الفعل
إن التعليم هو حالة طارئة، وهو علاقة، وهو بديل للأنانية وعدم الاستقرار
 في العلاقات وأولوية الرسالة التبشيرية للكنيسة نفسها.
تمتد المحبة المسيحية إلى كل زمان، وإلى كل مكان، وإلى كل الناس، بعيدًا عن التمييز في العمر والجنس والحالة الاجتماعيّة وما إلى ذلك.
 الخدمات التي ستقدمها الأخوات:

الفقير لن يتوقف عند الاحتياجات الزمنية، ولا عند الاهتمام بصحة الجسد: خلاص
النفوس! هذا ما سيكون الأحب إليهم من أي شيء آخر، وهو ما سيثير حماسةهم و غيرتهم، هذا ما سوف يطبقونه بحكمة وبطريقة مستمرة وبدون كلل …”

إن الشباب هم من بين الفقراء في هذا العالم المعاصر. في مجتمع هشّ و مايع
او إلى المزيد من الميوع، ويقول البعض أنّه بات  مجتمعًا غازيًا، حيث ضعفت الأسرة، حتى أن المدرسة أصبحت المجالات التعليمية المختلفة فيها أماكن للإسعافات الأولية والمساعدة المتبادلة.
وفي مهمتنا التربوية اليومية لا ننسى أننا نتعامل مع الناس،
مع الشباب الضعفاء والذين غالبًا ما يُساء فهمهم، والذين يعانون من حالات ارتباك وعدم نضج وتثبيط الهمم،
إن عدم وجود مرجعيات معينة يتطلب اهتمامًا كبيرًا بالآخر المختلف واحترام
معدلات تطوّرهم.
في مؤسساتنا، أمس كما اليوم، تدفعنا موهبتنا إلى المشاركة
من أجل دعم الأجيال الشابة والدفاع عنها، من أجل النهوض بالمرأة وأنوثتها
وكرامتها.
ولا بد من الاعتراف بأن العمل التربوي يتطلب الكثير من القوة لأنه دائما شاق،
إذا تم تنفيذها على محمل الجد، وغالبًا ما تعوقها العديد من الأحداث والمخاطر غير المتوقعة.  لذلك وجب علينا التسلّح  بالصبر لتحقيق  النجاح ، في مواجهة  اعتراض الشباب وغرس الرغبة في العيش والوجود في نفوسهم و جعلهم سعداء،  و تسليحهم بالثقة في المستقبل والشجاعة لمقاومة مجتمع يحوّلهم إلى مستهلكين بسطاء من خلال منعهم من أن يصبحوا أبطالًا مبدعين وناقدين.
لقد فهمت القديسة جان أنتيد، مثل جميع القديسين العظماء، جيدًا إنجيل يسوع المسيح،
و أيقنت الثورة الهائلة الّتي أحدثها.  إذ يحمل الإنجيل في داخله قوة الحياة، ويولد
ثورة وجودية تهم الجميع.


خاتمة
واليوم، أصبحت العودة إلى التعليم أمراً حتمياً تقريباً، لأن التعليم مرادف
للأنسنة. الطريق إلى الأمام هو التعليم الوقائي، وهو التعليم الذي
يهتم ويعرف كيفية تكريس الوقت والطاقة لصحة وتوازن العلاقات، لجعلها
أصيلة، منفتحة على الآخر. لقد حان الوقت لإعادة اكتشاف المعنى والقيمة
الشخصية المسيحية للإنسان هي نتيجة فريدة وغير قابلة للتكرار لتاريخ فردي
من التجارب والعلاقات.
في سياق اجتماعي هش، في وضع تاريخي حدده البابا بنديكتوس السادس عشر بأنه
“حالة طوارئ تعليمية”
 وأكدها البابا فرنسيس عندما تحدث عن الفقر الوجودي والثقافي، لا يمكن أن يغيب  دور راهبات المحبة.
إن التعليم على طريقة القديسة جان أنتيد ثوريه هو مهمة ملحّة للغاية اليوم،
يتطلب: مشروعاً تربوياً وثقافياً قوياً، يكون فيه االإنسان  وعلاقاته التربوية محطّ الأنظار،
 يقترح تربية مسيحية متكاملة لجيل جديد تبشيريّ، محصّن بالأمل ضد أمراض الروح ومتميّزبأسلوب كاريزمي، بالأمانة والإبداع.
و مدارس راهبات المحبة ليست كذلك لأنها تنتمي إلينا، أو
لأننا نديرها، بل لأننا نتنفّس ما هو خاص بالأسلوب  التربوي للأمّ توريه المؤسّسة: تعليم الوداعة والصبر والحنان الذي يشجع المرء دائمًا على القيام بهذه
الجهود.

في أعقاب التقليد الرسولي الذي دام مائتي وخمسة وعشرين سنة، في النسغ
الروحاني الغني بثمار القداسة الصالحة، يمكن أن تساعدنا العودة إلى أصولنا
لإعادة التركيز على جانب مهم من هويتنا الكاريزمية كراهبات المحبة:
و هو معرفة وتعميق وتطوير أصول التدريس المثمر، على مثال للقديسة جان أنتيد التي أحدثت ثورة المحبّة بأسلوب العطاء التربوي.

LA MISSION EDUCATIVE DE
SAINTE JEANNE-ANTIDE
ENTRE HIER ET AUJOURD’HUI
Sr Wandamaria CLERICI SdC
Je remercie Sœur Mary et son Conseil de nous avoir invitées pour participer à ce moment de
formation dédié aux enseignants des 5 écoles des Sœurs de la Charité au Liban. Aujourd’hui, nous
nous réjouissons de cette occasion de rencontrer Sainte Jeanne-Antide Thouret, elle vient à notre
rencontre et frappe à notre porte, précisément à la porte de chacun d’entre nous.
Avant-propos
Je ne peux pas parler du passé sans tenir compte du présent, ce serait anachronique. Le passé
éclaire le présent et permet de dégager des lignes d’interprétation pour l’avenir.
Bien connaître notre passé est une nécessité si nous voulons proposer des changements adéquats
à notre présent et à notre avenir.
En scrutant la période historique dans laquelle Sainte Jeanne-Antide a vécu et celle que vous vivez
au Liban, nous pouvons trouver des similitudes: deux moments de profonde crise, deux époques
qui ont besoin et qui suscitent des témoins, des prophètes et des messagers porteurs du message
et des valeurs anthropologiques chrétiennes
Notre Fondatrice est née en France, à Sancey, en 1765, mais elle est morte en Italie, à Naples, en
1826.
Elle a vécu ses soixante ans dans une époque très mouvementée, marquée par des révolutions
culturelles (le Siècle des Lumières), politiques (de la Monarchie absolue à la République, grâce à la
Révolution française, 1789-1799, et aux autres révolutions), sociales (abolition des trois classes
sociales : noblesse, clergé et peuple), économiques (du système féodal au système capitaliste) et
religieuses (de la religion traditionnelle à la religion de la Déesse de la Raison).
Vous traversez de grands bouleversements marqués notamment par la corruption, la violence et les
guerres, les contradictions et la succession de gouvernements inopérants.
En France, les transformations touchèrent :
– le régime politique, de la monarchie absolue à la république ; le gouvernement du peuple est
inauguré (liberté, égalité, fraternité) ;
– le régime de l’Eglise, du clergé aristocratique au clergé assermenté ou persécuté, avec la
nationalisation des biens de l’Eglise et l’abolition des ordres religieux et monastiques ;
– le régime social avec la déclaration des Droits de l’homme et du citoyen ; un nouveau rôle
pour la femme et un système moral qui s’effondre.
Le Liban est un pays martyrisé et continuellement tourmenté : l’instabilité politique qui dure depuis
plusieurs années est accompagnée d’un profond marasme économique, de changements
démographiques, d’une crise morale et d’un manque d’espoir pour l’avenir. L’explosion qui a dévasté
le port de Beyrouth le 4 août 2020 qui a laissé derrière elle des morts, des blessés et des déplacés,
reste une plaie ouverte.
Le pays du Cèdre n’est plus le pays de la coexistence religieuse, où les religions et les différentes
confessions se rencontraient dans la fraternité, où chrétiens et musulmans peuvent vivre ensemble.
Dans l’affrontement actuel entre Israël et l’Iran, les frappes continues au sud génèrent une tension
psychologique permanente chez des personnes qui tentent de s’accrocher au présent sans penser
à l’avenir.
Pag. 2 di 7
Toutefois, le Liban doit rester ‘un message de paix’, comme le rappelle pape Jean Paul II dans son
exhortation post synodale1
.
Les similitudes entre les deux périodes historiques sont évidentes, bien qu’il y ait des dissemblances,
c’est pourquoi il est essentiel de définir le contexte, de délimiter les enjeux afin d’identifier et de
développer les éléments fondamentaux pour mieux vivre notre « résistance » éducative et culturelle.
La mission reçue par Jeanne-Antide
Sainte Jeanne-Antide en juillet 1797, reçoit des grands vicaires de Besançon, exilés comme elle
en Suisse (Mgr De Chaffoy, Bacoffe et Beauchet) une mission précise :
«Je vous ordonne donc de rentrer en France dans les quinze jours, pour nous aider à rétablir
la foi et les bonnes mœurs dans notre diocèse, à l’exemple de nos saints patrons, Ferréol et
Ferjeux ».2
L’Église ordonne à Jeanne-Antide de retourner en France pour « rétablir la foi et les bonnes mœurs»,
à l’instar des saints Ferréol et Ferjeux, premiers évangélisateurs de la Franche-Comté, morts en
martyrs en 212 après Jésus-Christ. L’acceptation de cet ordre a donné lieu à une expérience
éducative qui a investi tout son travail apostolique.
Essayons de bien creuser le sens des mots pour les actualiser aujourd’hui avec une plus grande
conscience.
Restaurer : rendre stable …, rétablir ce qui est tombé …, reconstituer … restaurer, mais il ne s’agit
pas nécessairement d’une simple restauration du passé, il peut s’agir plutôt de faire naître ce qui a
été en l’actualisant dans le présent.
La foi : « La foi est un don de Dieu, mais également un acte profondément libre et humain.
Le Catéchisme de l’Eglise catholique le dit avec clarté : « Croire n’est possible que par la grâce et
les secours intérieurs du Saint-Esprit. Il n’en est pas moins vrai que croire est un acte
authentiquement humain. Il n’est contraire ni à la liberté ni à l’intelligence de l’homme ». Croire
signifie se remettre en toute liberté et avec joie au dessein providentiel de Dieu dans l’histoire,
comme le fit le patriarche Abraham, comme le fit Marie de Nazareth. La foi est alors un assentiment
avec lequel notre esprit et notre cœur prononcent leur « oui » à Dieu, en confessant que Jésus est
le Seigneur. Et ce « oui » transforme la vie, il lui ouvre la voie vers une plénitude de signification, il
la rend nouvelle, riche de joie et d’espérance fiable »
3
.
Il est important pour nous aujourd’hui comprendre la valeur et la grâce de l’acte de la foi qui ouvre
à des nouvelles voies vers l’espérance.
La coutume concerne la manière habituelle de penser ou de se comporter, acquise par l’habitude
ou l’éducation, ou reçue de l’héritage de la tradition, révélatrice de la personnalité morale de l’individu
(et aussi de la communauté), de ses principes, de sa conduite. Elle englobe l’ensemble des
coutumes, des goûts, des attitudes dominantes, caractéristiques d’un peuple à une période
historique donnée, ou d’un pays, d’une localité spécifique. La coutume ne se réduit pas à un style
vestimentaire caractéristique de certains lieux (modes), ou à certaines traditions socio-culturelles
La coutume concerne la conduite d’une personne, ses relations dans différentes sphères, elle
implique l’ensemble de l’être, donc aussi la sphère morale/éthique.
C’est pourquoi les coutumes sont souvent définies par un attribut : coutumes faciles, mauvaises,
…. bonnes coutumes.
L’attribut « bon » nous renvoie donc directement à plusieurs textes de la Parole de Dieu. Prenons
un des plus connus, tiré de l’Évangile de Matthieu 19:16-22 :
1
Jean Paul II, exhortation apostolique post synodale Une espérance nouvelle pour le Liban, 1997.
2
Ivi, in Lettres et Documents pp. 547; et aussi Mémoires justificatifs, Paris 2 mars 1822, in LD pp. 363-364.
3 Benoît XVI, audience générale, 24 octobre 2012.
Pag. 3 di 7
« Et voici que quelqu’un s’approcha de Jésus et lui dit : « Maître, que dois-je faire de bon pour avoir la vie
éternelle ? » Jésus lui dit : « Pourquoi m’interroges-tu sur ce qui est bon ? Celui qui est bon, c’est Dieu, et lui
seul ! Si tu veux entrer dans la vie, observe les commandements. » Il lui dit : « Lesquels ? » Jésus reprit : « Tu
ne commettras pas de meurtre. Tu ne commettras pas d’adultère. Tu ne commettras pas de vol. Tu ne porteras
pas de faux témoignage. Honore ton père et ta mère. Et aussi : Tu aimeras ton prochain comme toimême. » Le jeune homme lui dit : « Tout cela, je l’ai observé : que me manque-t-il encore ? » Jésus lui
répondit : « Si tu veux être parfait, va, vends ce que tu possèdes, donne-le aux pauvres, et tu auras un trésor
dans les cieux. Puis viens, suis-moi. » À ces mots, le jeune homme s’en alla tout triste, car il avait de grands
biens ».
Dire que Dieu est bon signifie que Dieu agit toujours conformément à ce qui est juste, vrai et bon.
La bonté fait partie de la nature de Dieu, et Il ne peut pas contredire Sa nature. La sainteté et la
justice font partie de la nature de Dieu ; Il ne peut rien faire d’impie ou d’injuste. Dieu est la norme
de tout ce qui est bon. Cela signifie aussi qu’en Dieu il n’y a aucun mal, ses intentions et ses
motivations sont toujours bonnes.
La demande de cet homme riche est une réflexion profonde sur le sens du travail, comment je le vis
et comment mon travail me transforme. Nous aussi nous pouvons poser cette question : « Que doisje faire de bon » pour réussir notre mission d’enseignant ? La réponse de Jésus est directe : tout
acte bon procède de la bonté de Dieu : le chemin à suivre exige un choix radical, une décision
fondamentale, celle d’être bon pour faire de bonnes choses, en suivant le Seigneur.
Cette option fondamentale ne peut être prise que dans la liberté, elle donne un sens à la vie et une
joie authentique qui n’est pas liée aux choses que l’on possède.
L’actualisation de la mission
L’ordre de « rétablir la foi et les bonnes mœurs » que Jeanne-Antide a reçu de l’Église est aussi un
ordre pour nous aujourd’hui, bien qu’il y ait de nuances différentes.
Dieu se sert toujours des médiations, (anges, prophètes). Mais Dieu utilise aussi d’autres
messagers, des personnes expérimentées dans la foi et l’espérance (des saints et des témoins
authentiques).
Vous enseignants, en tant qu’éducateurs dans une école catholique, vous êtes supposés être les
messagers de Dieu dans chaque établissement et accomplir une mission précieuse pour la nouvelle
évangélisation de la culture.
Récemment, le Saint-Père a écrit une lettre sur le rôle de la littérature dans l’éducation (4 août
2024) : Ses réflexions soulignent comment la littérature peut jouer un rôle important dans l’éducation
du cœur et de l’esprit des gens, en touchant le mystère le plus profond d’un sujet.
Jeanne Antide n’a pas pu poursuivre ses études à l’école. Elle mesure le prix de cette privation. Son
histoire personnelle l’a conduite à apprécier l’importance de l’éducation et des écoles qui -pour ellesont des lieux privilégiés pour éduquer les jeunes et réintroduire les bonnes coutumes morales et
religieuses dans la société.
Elle voulait atteindre le cœur des gens, car le cœur est le lieu de la véritable éducation. Pour elle, la
charité est l’âme de l’éducation et le principe de formation dans tout type de service apostolique.
Dès le début de sa mission, notre Fondatrice a compris que l’éducation est l’une des expressions
les plus élevées et les plus riches de l’amour. C’est pourquoi les Sœurs de la Charité considèrent
les personnes qui leur sont confiées comme des dépôts sacrés et comme des talents mis entre leurs
mains pour les rendre plus précieux
4
.
Jeanne-Antide est allée de l’avant avec courage, en comptant sur la force de Dieu et en vivant la foi,
l’espérance et la charité.
On peut dire qu’elle a vécu la résistance active : elle n’a pas prêté le serment requis, elle s’est
opposée au régime révolutionnaire, elle a risqué sa vie pour aider ceux qui avaient besoin de ses
soins (enfants, adultes, malades, prêtres, …).
4 Cfr. Règle de vie de 1820, p. 265.
Pag. 4 di 7
Elle a également fait preuve d’une résilience qui lui a permis d’affronter et de surmonter de nombreux
événements traumatisants et de longues périodes de difficultés, sans jamais céder au désespoir,
mais en absorbant les coups avec une capacité de réaction incroyable pour une femme de son
époque.
Riche des connaissances et des compétences acquises au cours des expériences précédentes de
sa vie pleine d’aventures (dans sa famille, chez les Filles de la Charité, à Sancey, à la Retraite
chrétienne du Père Receveur, en tant qu’exilée et clandestine pour l’Europe), elle a cherché, avec
une grande créativité, des stratégies adaptées pour atteindre son but.
Méthodologiquement, le projet éducatif de Jeanne-Antide s’est concentré sur la dignité de la
personne dans sa globalité. Savoir lire, écrire, compter et entrer en relation avec les autres sont
des piliers de l’éducation et sont toujours d’actualité.
Elle a toujours cherché à collaborer avec les autorités civiles et religieuses, avec les laïcs, avec des
professionnels compétents, …
Elle a toujours investi dans la formation des sœurs enseignantes et des assistants pour offrir des
services de qualité.
Elle a développé une organisation efficace et efficiente avec détermination, pour participer à
l’édification d’une société plus humaine et plus évangélique.
Jeanne Antide comprend que l’école est l’instrument de l’éducation intégrale. L’école a besoin d’un
lieu et d’un espace appropriés, d’un projet éducatif et de règles de bonne conduite.
Vous chers enseignants, en tant qu’éducateurs préparés et compétents, vous êtes considérés
comme des collaborateurs actifs et co-responsables de la mission éducative des sœurs de la
Charité.
Pour y parvenir, ne dédaignons pas l’évangélisation directe et indirecte. Le Témoignage est la
meilleure parole lue et entendue par tous (croyants et non-croyants). Il ne suffit pas de former au
niveau intellectuel, physique, sportif, artistique ou littéraire. Nos élèves ont le droit a une bonne
connaissance spirituelle. La société actuelle forme à l’analphabétisme religieux (fondamentalisme
ou relativisme absolu). Nous, en tant qu’école Catholique nous refusons cette dictature et nous
affirmons avec l’Eglise que l’éducation religieuse est un droit fondamental et que personne ne doit
en être privée.
Notre sainte a bien saisi cette importance du témoignage jusqu’au point où dans la Règle de 1820,
elle indique le contenu des matières à offrir et les méthodes à appliquer. La catéchèse, c’est-à-dire
l’évangélisation directe, est considérée comme la proposition d’ouvrir les jeunes à la transcendance.
«Les services qu’ils rendront aux pauvres ne s’arrêteront pas aux besoins temporels, ni au soin de
la santé du corps : le salut de l’âme est ce qui leur sera plus cher que tout, ce qui animera toute
l’ardeur de leur zèle, ce à quoi elles s’appliqueront prudemment d’une manière constante et
infatigable»
5
.
Comment Jeanne-Antide y est parvenu ? Comment peut-on définir son style éducatif ?
Le style éducatif de sainte Jeanne-Antide
Le style de service que notre fondatrice avait légué à ses filles, à leurs collaborateurs et à leurs amis
laïcs est un style humano-spirituel, un style qui reconnaît en Jésus le MODELE de Maitre et
de Serviteur.
Eduquer suppose une rencontre entre au moins deux personnes : c’est l’espace dans lequel se
manifeste le mystère de l’Incarnation. C’est dans la relation interpersonnelle que se déroule
l’aventure éducative qui imprègne chacun (l’éducateur et l’éduqué). La relation éducative se construit
pour l’autre et avec l’autre. L’autre est une « parole » en chair et en os qui interpelle. Dans tout
service, nous devons toujours essayer d’avoir une énergie relationnelle positive et authentique.
Jeanne-Antide écrit : les Sœurs de la Charité, animées par le zèle de la charité chrétienne, « …
partout elles voleront vers les nécessiteux de tout leur pouvoir… » .
5 Cfr. R. 1820, p. 189.
Pag. 5 di 7
Le verbe voler indique un mouvement vers, une dynamique relationnelle du premier pas, de la
recherche et de la découverte du besoin, de la compréhension du non-dit, afin d’accueillir et de
pouvoir donner des réponses adéquates et efficaces.
Pour Sainte Jeanne-Antide, la relation éducative est une action particulière marquée par la
tendresse et la fermeté. La Sœur de la Charité est une femme compétente dans les relations
éducatives qu’elle met en œuvre dans son service aux personnes.
L’authentique vocation de la tendresse : La tendresse est la particularité du style éducatif de
la charité, elle oriente le regard vers les différentes catégories des personnes marginalisées par la
vie ou par des problèmes personnels ou physiques ; Mère Thouret écrit à ses sœurs à Naples:
« Les jeunes filles démunies seront l’objet émouvant de notre zèle le plus ardent, de notre
charité la plus précise et la plus tendre »
6
.
Jeanne-Antide a su gagner le cœur de ses filles et des pauvres, exactement à travers cette
tendresse qui relève et redonne force à l’âme et à l’esprit. Pour éduquer, Jeanne-Antide n’hésite pas
à aimer avec son cœur de femme, de religieuse, de mère. Aujourd’hui l’expérience ecclésiale
éducative a confirmé que « seul l’amour éduque ».
Notre fondatrice a toujours cherché à rencontrer le cœur de la personne, à l’aider à se construire
intérieurement, parce que le cœur est le lieu de la véritable éducation et que c’est seulement en
parlant au cœur des personnes qu’on peut les éduquer.
C’est pourquoi, dans nos Ecoles de Charité, l’éducation doit être une affaire de cœur.
Sainte Jeanne-Antide propose de ne pas aliéner le cœur, de ne pas l’opprimer, mais de le gagner
et de le rendre vertueux:
«…La raison, les manières douces et insinuantes gagnent le cœur des filles » .
« Pour rendre le cœur vertueux, ni la persuasion, ni l’exemple, ni les prières, ni les sacrements,
ni les châtiments, ni aucun des moyens que la raison, d’accord avec la religion, met au pouvoir
des maîtres de l’éducation»
7
.
Dans les relations, elle suggère d’avoir constamment recours à la gentillesse, à la douceur, à la
compassion et à la patience 8
.
Voyons les traits de cet amour qui éduque :
. amour respectueux et attentif : Jeanne-Antide veut que ses sœurs servent les pauvres
avec respect, en voyant en eux la personne de Jésus-Christ qui a considéré comme fait à
lui-même ce qui est fait à l’un des plus petits de ses frères ;
. amour vigilant : la vigilance est dictée par l’amour, s’exprime avec douceur et est en même
temps ferme et constante ;
. amour qui rend la personne responsable et consciente de ses actes ;
. amour qui exige, récompense et punit : le caractère de l’éducateur doit être à la fois doux
et ferme pour que l’apprenant puisse trouver en permanence une référence significative et
constructive. La douceur et la raison sont les moyens par lesquels nous gagnons le cœur
des gens ;
. amour surnaturel : l’amour de Dieu et l’amour du prochain sont un don de l’Esprit. Avec
cet amour, affirme Jeanne-Antide, ses filles ne se laisseront abattre ni par le dégoût, ni par
la fatigue, ni par les manières rudes de ceux qui doivent être l’objet de leur zèle et de leur
tendre sollicitude.
Il est fondamental de souligner que Jeanne-Antide reconnaît en Jésus le modèle du style de
charité qui éduque, elle admire la conduite de Jésus avec ses disciples, sa façon de répondre
à leurs interrogations, de solliciter leur sens critique, de les inviter à réfléchir… Bref, elle
propose d’imiter Jésus Maitre et formateur.
6
Ivi, LD p. 225.
7
Ivi, pp. 290-291.
8
Ivi, p. 383.
Pag. 6 di 7
Ainsi, dans les Constitutions de 1820, en s’adressant aux sœurs formatrices, elle écrit :
« …Elles ne perdront pas de vue la conduite que le Sauveur a constamment tenue à l’égard
des Apôtres. Il supportait leur rudesse avec bonté. Avec douceur, il redressait leurs fautes et
les corrigeait patiemment, il ne s’irritait pas de leurs défauts, il ne les traitait jamais durement,
et il n’exigeait pas d’eux qu’ils fussent parfaits en un instant… ».
Y a-t-il jamais eu un père plus doux et plus tendre que Jésus ? Y a-t-il un modèle plus sage
et plus digne d’avoir de vrais imitateurs ?»
9
.
Ici, Mère Thouret affirme précisément que Jésus est l’Éducateur, le modèle à imiter dans la relation
éducative. Quand Jeanne-Antide parle de Jésus, elle va jusqu’à le décrire comme un Père tendre et
parle de sa tendresse et de sa bonté paternelle (cf. LD:54 ; 57 ; 98 ; …).
De même que Jésus est un père doux et tendre pour les Apôtres, de même l’éducateur peut suivre
le style dans lequel les traits maternels et paternels trouvent une synthèse significative.
Sainte Jeanne-Antide a été une femme très courageuse, dans une société marquée par de
grandes transformations culturelles, politiques, sociales et religieuses, et elle a trouvé la force
de proposer quelque chose de nouveau : un projet d’éducation et d’évangélisation pour le
développement intégral des personnes et pour le bien de la société. Nous pourrions dire qu’elle
est un leader, un manager, une organisatrice très affinée.
Les tendances éducatives passent, mais le style éducatif de Sainte Jeanne-Antide est
permanent, c’est une figure invariable surtout pour les établissements de la Charité.
Jeanne Antide consumée par le feu de la charité affirmait que « … elle aurait traversé les mers,
elle serait allée jusqu’au bout de la terre, si elle avait cru que Dieu le voulait pour procurer sa
gloire.»
10
.
Le style éducatif des Sœurs de la Charité se réalise en étant attentif aux petits, aux faibles, aux
derniers de la société contemporaine, à ces personnes qui n’ont pas de voix, qui n’ont pas de
pouvoir, qui ne savent pas se défendre et qui n’ont pas quelqu’un pour les défendre. Éduquer les
pauvres, c’est donc leur rendre leur dignité de personne et leur grandeur d’enfant de Dieu, c’est
les libérer de l’emprise de mass-média et de l’information instantanée.
Pour Jeanne-Antide, l’école et les œuvres de charité se fondent en un seul projet éducatif dans
lequel la charité est l’âme de l’éducation et le principe de la formation. Notre projet éducatif
nous demande d’être protagonistes de notre histoire, de notre temps et de notre Eglise,
de ne pas avoir peur d’aller à contrecourant et d’affronter les défis comme a fait notre
fondatrice (malgré les préjugés, les restrictions imposées aux femmes de son temps, J.A. a
bravé ces limites et a su écrire une page de l’histoire de Besançon et de Naples).
Aujourd’hui, elle vous demande d’être des éducateurs/éducatrices et des
évangélisateurs/évangélisatrices qui agissent avec son style de charité, actualisé et inculturé
dans votre contexte particulier, riche et complexe à la fois.
Jeanne-Antide parle aujourd’hui à nos jeunes déboussolés et sans repères, son style de charité
attentif, préventif et affable est d’une actualité surprenante. Elle nous rappelle que l’acte
d’éduquer est une urgence, est une relation, une alternative à l’égoïsme et à la précarité des
relations et une priorité pour la mission évangélisatrice de l’Eglise elle-même.
La charité chrétienne s’étend à tous les temps, à tous les lieux et à toutes les personnes, sans
distinction d’âge, de sexe, de statut, etc. »
11 … « Mais les services que les Sœurs rendront aux
pauvres ne s’arrêteront pas aux besoins temporels, ni au soin de la santé du corps : le salut de
9 Cfr R. 1820, p. 373.
10 Cfr Suprême témoignage de Besançon, in LD, p. 627; Lettre à Mgr Lecoz 28 février 1813, in LD, pp. 234.
11 Cfr R. 1820, p. 187.
Pag. 7 di 7
l’âme ! Voilà ce qui leur sera plus cher que tout, ce qui animera toute l’ardeur de leur zèle, ce à
quoi elles s’appliqueront avec prudence et d’une manière constante et infatigable… »
12
.
Les jeunes font partie des pauvres de ce monde contemporain. Dans une société liquide 13 et de
plus en plus fluide, certains disent vaporisée, même la famille s’est affaiblie, de sorte que l’école et
les différentes sphères éducatives sont devenues des lieux de premier secours et d’entraide.
Dans notre mission éducative quotidienne, on n’oublie pas que nous avons affaire à des personnes,
à des jeunes fragiles et souvent incompris, dont l’état de confusion, d’immaturité, de démotivation,
de manque de certaines références exige une grande attention aux différences et un respect de
leurs rythmes de développement.
Dans nos établissements, hier comme aujourd’hui, notre Charisme nous pousse à nous engager
pour le soutien et la défense des jeunes générations, pour la promotion des femmes, de leur féminité
et de leur dignité.
Il faut reconnaître que l’action éducative demande beaucoup de force, de persévérance car elle est
toujours laborieuse, si elle est menée sérieusement, et souvent entravée par de nombreux imprévus
et dangers. Il faut beaucoup de patience pour réussir à intercepter les jeunes et à leur insuffler le
désir de vivre, d’être heureux, d’avoir confiance en l’avenir et courage de résister dans une société
qui les réduit à des simples consommateurs en les empêchant de devenir des protagonistes créatifs
et critiques.
Sainte Jeanne-Antide, comme tous les grands saints, a bien compris que l’Évangile de Jésus-Christ
a une énorme charge révolutionnaire. L’Évangile porte en soi une force de vie, engendre une
révolution existentielle qui concerne toute personne.
Conclusion
Aujourd’hui, le retour à l’éducation est presque un impératif, vu que l’éducation est synonyme
d’humanisation. La voie à suivre est celle d’une éducation préventive, une éducation qui se
préoccupe et sait consacrer du temps et de l’énergie à la santé et à l’équilibre de relations
authentiques, ouvertes à l’autre et à l’au-delà. Il est temps de redécouvrir le sens et la valeur
chrétienne de la personne, résultat unique et non reproductible d’une histoire individuelle
d’expériences et de relations.
Dans un contexte social fragile, dans une situation d’époque définie par le pape Benoît XVI comme
une « urgence éducative»
14 et confirmée par le Pape François lorsqu’il parle des périphéries
existentielles et de la pauvreté culturelle, les Sœurs de la Charité ne peuvent pas être absentes.
Éduquer à la manière de Sainte Jeanne-Antide Thouret est une mission d’une grande actualité qui
nécessite : un projet éducatif et culturel fort, dans lequel la personne et ses relations éducatives sont
placées au centre ; une proposition d’éducation chrétienne intégrale pour une nouvelle
évangélisation15; une espérance contre les maladies de l’âme et un style charismatique fidèlement
créatif.
Les écoles des Sœurs de la Charité sont telles non pas parce qu’elles nous appartiennent, ou bien
parce que nous les dirigeons, mais parce qu’on y respire ce qui est propre au style éducatif de
Jeanne-Antide : une pédagogie de la douceur patiente, de la tendresse qui encourage toujours à
faire des efforts16
.
Dans le sillage d’une tradition apostolique qui dure depuis deux cent vingt-cinq ans, dans la sève
d’une spiritualité riche en bons fruits de sainteté, le retour aux origines nous aide à nous recentrer
sur un aspect important de notre identité charismatique en tant que Sœurs de la Charité : connaître,
approfondir et développer la pédagogie féconde de sainte Jeanne-Antide qui a réalisé la révolution
de la Charité avec le style de la tendresse éducative.