كتاب رسائل و وثائق
- الفهرس
- المقال التمهيدي
- تعليم حول النذور
- التعاميم
- صلاة جان أنتيد
- مذكرة الحقائق الصافية
- مخطوطة الأخت روزالي
- من أقوال القديسة جان أنتيد
فهرس كتاب رسائل ووثائق – الجزء الأول المطبوع
Lettres et Documents – Table des Matières
Français | Pages | Arabe | Pages |
Discours Préliminaire D.P. | 19 – 35 | مقال تمهيدي م. ـت. | 17-44 |
Instruction sur les Vœux I. V. | 36 -46 | تعليم حول النذور ت.ن. | 45 – 63 |
Circulaires Circ. | 47-101 | التعاميم ت. | 67 – 162 |
Mémoire de pures Vérités M. P. V. | 471-485 | مُذكّرة الحقائق الصافية م.ح. ص. | 165 -191 |
Prière de Sainte Jeanne Antide Thouret | 486-488 | صلاة القديسة جان أنتيد | 195-199 |
Manuscrit de sœur Rosalie M. S. R. | 489- 613 | مخطوطة الأخت روزالي م. أ. ر. | 201- 452 |
فهرس كتاب رسائل ووثائق – الجزء الثاني
Lettres et Documents – Table des Matières
Français | Pages | Arabe | Pages |
Lettres (1ere série : 1791 -1810). Début de l’institut à Besançon L. | 103 – 166 | رسائل المجموعة الأولى 1791-1810 نشأة المؤسّسة في بزنسون ر. | |
Lettres (2eme série : 1810 -1817). Début de l’Institut à Naples L. | 167 – 278 | رسائل المجموعة الثّانية 1810-1817 نشأة الرّهبنة في نابولي ر. | |
Lettres (3eme série : 1818 -1821). L’approbation Pontificale L. | 279 – 329 | رسائل المجموعة الثّالثة 1818-1821 الموافقة البابويّة ر. | |
Lettres (4eme série : 1821 – 1823). Rome ou Besançon ? L. | 330 – 394 | رسائل المجموعة الرّابعة 1821-1823 روما أو بزنسون ؟ | |
Lettres (5eme série : 1823 – 1826). Les dernières années L. | 395 – 470 | رسائل المجموعة الخامسة: 1823-1826 السنوات الأخيرة | |
Mémoire explicatif de l’Abbé Filsjean | 614 – 626 | مذكّرة إيضاحية من الأب فيس-جان | |
Le Suprême témoignage de Besançon | 627 | الشّهادة السّامية من “بزنسون” | |
Lettres de Mgr Narni | 629 – 663 | رسائل من المطران نارني |
مقدّمة
إنّ هذه المقدّمة للقوانين(19) ، لم تكتب مع كتابة القوانين للمرّة الأولى سنة 1802، ولكنّها قد ألحقت بها مؤخرًا، وهي تتصدر الطبعة الأولى للأنظمة والقوانين العامّة لرهبانيّة بنات القديس فنسان دي بول الّتي صدرت سنة 1807.
هذا المقال، الّذي يريد أن يعبّر عن هدف الجمعيّة وروحها، وأن يَحُضَّ في الوقت نفسه، الأخوات على التقيّد بقوانين الجمعيّة وممارستها، هل كتبته فعلاً، القدّيسة جان أنتيد بنفسها؟ يمكن الشك بصحة ذلك، عندما نقرأ الجمل الإنشائيّة الجميلة، الّتي يصعب بالفعل على القدّيسة جان أنتيد، تلك القروية الفقيرة في سانسيه، أن تكتب مثلها. فبعض الإستشهادات المأخوذة من كتاب سفر الأمثال، أو من أقوال القديس يوحنا فم الذهب وبعض الجمل المستعارة من مراجع أخرى، لا بدّ لها من أن تثير فينا الدهشة، إذا كانت من قلمها. وهل يجب علينا، أن نفكّر، بأنّ هذا المقال، الّذي غالبًا ما اعتبره المطران تروشّو، “تحفة أدبيّة، ذا نكهة شخصيّة”، ليس من عمل أمّنا القدّيسة؟
لقراءة المزيد المقال التمهيدي
تعليم حول النذور
تعليم حول النذور
الّتي تبرز
في رهبانيّة بنات القديس فنسان-دي-بول(1)
(بموافقة سيادة رئيس الأساقفة)
مقدّمة
النسخة الأصلية (36) للتعليم حول النذور الّتي تبرز في رهبانيّة بنات القديس منصور دي بول تمّت طباعتها سنة 1807، “بموافقة سيادة رئيس الأساقفة”. “مخطوطة الأخت روزالي” تشير إلى أنّ هذا التعليم هو ثمرة تعاون بين الأمّ توريه والأب فيسجان الّذي يمكن التعرّف إليه من أسلوبه في الكتابة. لقد كُتبَ هذا التعليم بشكل رسالة موجّهة إلى الأخت الّتي سوف تبرز نذورها. إنّه يتضمّن مختصر الواجبات الّتي تنجم عن إبراز النّذور، (مع ملاحظات تفسيريّة) ونصائح تمكّن الراهبة أن تبقى أمينة لوعودها.
إنّ معظم الأفكار في هذا التّعليم، حتّى بعض الجمل ذاتها، واردة في المقال التمهيدي أو في كتاب القوانين. ولكن بما أنّ الكتابين المشار إليهما، لم تكن توجد منهما إلاّ نسخة واحدة للبيت الواحد، فإنّ كتاب التّعليم الحالي يكوّن لكلّ راهبة ناذرة ملخّصًا خاصًّا بها.
وما يجب الإشارة إليه، هو أنّ كلّ أخت مدعوّة هنا “ألاّ ترى إلاّ يسوع المسيح في شخص الفقراء، وأن تخدمهم كما تخدم يسوع المسيح نفسه”. وقد ذُكرت بدقّة الالتزامات المتبادلة، بين الرّهبانيّة والرّاهبة، الناجمة عن إبراز هذه النذور.
وفي سنة 1820، حَضَّ الأسقف شافوا الأخوات على “وزن، قراءة، إعادة قراءة والتّأمّل في التّعليمات الحكيمة حول النّذور والمدوّنة ضمن الكتيب الّذي يجب أن يكون معكنّ”.
بزنسـون في…
ابنتي العزيزة!
نعمة سيّدنا يسوع المسيح لتكن معنا للأبد!
بما أنّك (37) قد أعربت لنا بشوق حار، أن تكرّسي نفسك للّه، بالنّذور المقدّسة الخاصّة بجماعتنا، فرئيس الأساقفة، رئيسنا العام المحترم ونحن، نقبلك في جماعتنا، ونسمح لك بإبرازها في………….، بعد أن تكوني قد تحضّرت لها برياضة روحيّة لثمانية أيّام. وكلّنا ثقة، بأنّك ستلتزمين بها جميعها بدقّة، إلى أن ينعم عليك بتجديدها مع الجماعة.
أنت مقتنعة تمامًا، بدون شكّ، أنّ هذه النّذور وإن كانت بسيطة، ليست هي أقل إلزامًا من تلك الّتي تعمل في أكبر احتفال ممكن: إنّ اللّه، يقبلها أيضًا. إذًا، كلّ وعد مقطوع للعزة الإلهية، ومقبول منها، يجب أن
لقراءة المزيد تعليم حول النذور
التّعاميم
مقدمة:
لقد وَصلنا من القديسة جان-أنتيد(47) ، أحد عشر تعميمًا
لا غير، هذا إذا استثنينا الرسائل الموجّهة إلى العديد من الأخوات والّتي لا تشير إلاّ إلى الموافقة على نظام الجمعيّة وعلى الوحدة
بين أعضائها، وهذه التّعاميم هي:
– تعميم 1806 (مطبوع).
– تعميم 1808 (مطبوع).
– تعميم شهر آذار (مارس) 1809 (مخطوط).
– تعميم 1810 (مخطوط).
– تعميم صوم 1810.
– تعميم تشرين الثّاني (نوفمبر) 1810 (مخطوط).
– تعميم 1812 (مطبوع).
– تعميم 1821 وهو بخط يدها مع عدة ملحقات.
– تعميم 1823 بخط يدها مع رسالتين لرأس السّنة الجديدة بدون ذكر تاريخهما. إحداهما إلى راهبات سافوا Savoie،
هاتان الرسالتان كتبتا في أواخر حياة المؤسسة (بخط يدها).
وهذه التّعاميم، أكثر من المقال التمهيدي، تعبّر عن فكر القديسة جان-أنتيد، باتصال مباشر مع بناتها، وفقًا لتتابع نمو المؤسسة والصعوبات الّتي كانت تعترضها ويا لها من صعوبات! فالتّعميمان الأوّلان (1806، 1808) لا يختلفان كثيرًا إن كان بالأفكار أو بالأسلوب عن المقال التمهيدي والتعليم حول النذور الرهبانيّة.
لقراءة المزيد تعاميم
صلاة القديسة جان-أنتيد توريه
المقدمة:
إِنَّ هذهِ الصلاةَ، كتبَتْها (486) جان-أنتيد قبلَ عودتِها إلى فرنسا في تمّوز سنةَ 1821 وكانَتْ تحمِلُها مَعَها داخِلَ غلافٍ، وقد حُفظت لنا تمامًا، بكلّ تقوى؛ (النسخةُ الأصليّة موجودةٌ في المحفوظاتِ في روما).
مثلُ صلاتِها سنة 1807 المنوّه عنها في مخطوطة الأخت روزالي، هذه الصلاةُ، التي لا يَرْقى شكّ إلى صِحّتِها، هي صرخةُ ثقةٍ مطلقةٍ في التّجربة، وتواضع واستسلام، إِنّها شبيهةٌ بالمزاميرِ، لَكنّها ترتَكِزُ على إستحقاقاتِ سيّدِنا يسوعَ المسيحِ المصلوبِ، والغافرِ لأعدائِه.
هذه الصلاة، مشبعةٌ من العهد القديم ومن الإنجيلِ وهي وليدةُ إستذكاراتٍ. وهذا لا يمنعُها بالوقتِ عينه من أَنْ تكونَ صلاةً شخصيّةً نابعةً من عُمقِ الذّات. بهذه الصلاة، نَعرِفُ كيف كانَتْ تُصلّي جان-أنتيد: كالمُوحى إليهم في العهد القديم، مثلِ ابراهيم، موسى ودانيال، الذين كانوا يَشفَعونَ لدى اللّه بشعبه المختار، ومثلِ يسوعَ في العشاء الأخير، لوِحدة كنيسته.
+ ألله وحده
يا إلهي مَلِكَ السّماءِ والأرض، وحدَكَ العظيمُ، وحدَكَ القُدّوسُ وحدَكَ الكُلِّيُّ القُدرةِ، الذي أَمامَهُ لا يستطيعُ أحدٌ أن
يُقاوِمَ، إِنهَضْ وأَفِضْ علينا رَأْفتَكَ وَمَراحِمَكَ، التي هي منذُ القديم. قِفْ ما بيني وبينَ أعدائي. ها هم يَأْتونَ لِيَطرِدوني خارجَ المؤسّسةِ والعائلةِ التي عَهِدْتَ بِها إليّ. إنّهُم يَجهَدُونَ لتقسيمِها ولجعلِها متمرِّدةً عليَّ وعلى كنيستِكَ المقدَّسة[1]. إِنّهم يتحرَّكونَ ضِدّي، لأَنّي سلّمتُ لنائبِكَ، قداسةِ الحبرِ الأعظمِ، هذهِ المؤسَّسةَ والقانونَ الّذي أمليتَهُ عليَّ كي أَقودَ بقداسةٍ كلَّ البناتِ اللَّواتي أشرَكتُهُنَّ معي.
لقد أَلْهَمْتَ نائبَكَ على الأرضِ أن يُوافِقَ على القانون؛ إنَّه مُوجَّهٌ من روحِكَ الّذي جَعَلَهُ يُوافِقُ على التّعديلاتِ التي ظَنَّها تتماشى معَ العدالةِ والإنصاف. أَعدائي يقولون: إنّي أنا مَن أَدخَلَ هذه التّعديلاتِ أو مَنْ طالبَ بها. أَنتَ تعلَمُ، يا إلهي، بأَنّي لم أَقُمْ بإدخالِها ولم تُراوِدْني هذه الفكرةُ.
إنَّهُ يَعودُ لَكَ يا إلهي، أن تُداوي هذه الفوضى الكبيرةَ وأن تَمنَعَ إنقسامَ المؤسّسةِ وهَدْمَها، لإكرامِ ومجدِ إسمِكَ القدّوسِ، وكنيستِكَ المقدّسةِ ودينِكَ المقدّس، ولِبناءِ المسيحيّينَ الصالحينَ، وخيرِ الفقراءِ الروحيّ والزمنيّ،
وتقديسِ هؤلاءِ العَذَارى التَقيَّات اللّواتي أَتَيْنَ وسَيَأتينَ[2] لخدمتهم باسمِكَ القدّوس وحُبًّا بكَ وليَصِرْنَ عروساتِكَ المقدّساتِ.
يا إلهي، ها إني ساجدةٌ أمامَ عظمتِكَ الإلهيّة، تَنَازَلْ وأصغِ إلى صلاتي المتواضعةِ؛ تَعالَ إلى مَعُونتي؛ أَسرِعْ إلى إغاثتي؛ نَجّني من ظُلمِ أعدائي؛ لا تَنْظُر إلى خَطاياي. إنّي وَضَعْتُ فِيكَ وَحدَك يا إلهي ورَبِّي، كلَّ ثقتي، وكاملَ رَجائي: إنَّ من يَرْجُكَ لا يُخزَ أبدًا. أتوسّلُ إليك، ألاّ تنظُرَ إلى عدمِ استحقاقي. بلْ أرجُوكَ أيُّها الآبُ الأزليُّ، أن تَنظُرَ إلى الإستحقاقاتِ اللامتناهيةِ، وآلامِ وموتِ يسوعَ المسيح. إِنّي أَستَحْلِفُكَ بإسمِ وبإستحقاقاتِ يسوع المسيح المصلوب. لقد وَعَدتَ بأنّ كلَّ ما نَطْلُبُه بإسمِه القدّوس يُعطى لنا.
يا إلهي أَشفق عليّ، قُدْني ووَجّهني، بروحِكَ القدّوس. إني أَغفِرُ لأَعدائي عن كلّ شرٍّ أساؤوا بهِ إليَّ، حُبًّا بك؛ وإنّي مستعدّةٌ أن أتألّمَ في كلِّ ما يُرضيكَ، بعونِ نعمتِك، راغبةً أن يَتمّ هذا لمجدِكَ الأعظم، ولتقديسي.
لقد تَنَازَلْتَ واستَخْدَمْتَني لتأسيسِ هذه الجمعيّة، لا أيأسُ من كلّ هذه المعارضات: إِنّها لَيْسَت الأولى، أَنتَ تعلمُ كلَّ التي آلَمَتْني في ما
مَضَى؛لقد ساعدتَني بقدرتِكَ الكليّةِ وأنا كلّي ثقةٌ بأنَّكَ ستساعِدُني في الحاضر.
أنتَ الإلهُ القويُّ وعليكَ وَحدَكَ أَتوكّلُ. لن تَخْذُلَني وستكونَ أنتَ قوَّتي وسندي. إذا تنازَلْتَ وكُنتَ مَعي، لَنْ أَخافَ شيئًا من أعدائي؛ إنّكَ ستكونُ المنتصرَ. هذه المؤسسةُ هي قَضِيَّتُك وصُنْعُ يَديك؛ إنَّه لَمِن صَالِح مجدِكَ أن تَمْنَعَ أعدائي من الفوز بها[3] والسيطرةِ عليها والتباهي وإرضاء شهواتهم، ممّا يثير استنكارَ الرأيِ العامِ والرهبانيّة وعلى حساب الفضائل المقدّسة من طاعة وتواضعٍ ومحبّةٍ وتجرّدٍ وعُرفانٍ بالجميلِ وعدالةٍ، والخطرِ الكبيرِ لِلوُقوعِ في الضَلالِ والوَهمِ.
يا رحيمي يا يسوعُ، لَكَ كلُّ سلطانٍ على القلوب؛ بوسْعِكَ أن تهديَها. إنّي أَلتَمِسُ وأرجو منكَ ذلك. إجعَلْني أَنْ أَعرِفَ إرادتَكَ وتصاميمَكَ وكلَّ ما تريدُ أن أَفعلَهُ، سأفعلُه كوني كلّي إيمانٌ أَنَّني أستطيعُ كلَّ شيءٍ مَعَك ومع نعمتِكَ؛ وأُؤْمِنُ أيضًا بأَنّي لا أستطيعُ شيئًا بدونِكَ، وأَنّي لَستُ إلاّ ضُعْفًا وخطيئةً وجَهْلاً.
إنّي أضعُ كلَّ شيءٍ تحتَ رأفتِكَ الأبويّةِ الّتي أستسلِمُ إِليها كُلِّيًّا ولِلأبد. آمين.
“يا ربُّ إِستمع صلاتي، وصُراخي إليك يأتي”.
قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسُ الّذي لا يموتُ[4]، أَشفق عليَّ، إِغفِر لي، خَلِّصْني، إِحْفَظْني واحْمِني من كيد كلِّ أَعدائي.
آمين!
– الكلمةُ صارَ جسدًا وسَكَنَ بَينَنا.
– لِيَكُن المسيحُ معنا2
يا يسوعُ، ومريمُ، يوسفُ، كونوا دومًا بِعَوْني.
آمين!
[1] هذه الكلمات تعبّر عن مقدار وعي جان أنتيد أن تكون “ابنة الكنيسة” وأن تدرك وتظهر إرادة الكنيسة.
[2] على مثال يسوع، الذي صلّى بعد العشاء: “أيضًا من أجل أولئك الذين قبلوا كلامهم آمنوا بي” (يو 17: 20) لم تفكّر جان أنتيد ببناتها الحاضرات فقط بل بأولئك اللواتي سوف يأتين من بعدهنّ فإنها قد صلّت من أجلنا جميعًا.
[3] جان-أنتيد، تشير هنا، إلى أعدائها، الّذين بفصلهم المؤسَّسَة عن الأمّ المؤسِّسة، يحاولون إغتصاب مهمّة لم توكل إليهم، والإستيلاء على “عمل اللّه” وأن يسلبوا لأنفسهم المجد الّذي يعود لله وحده.
[4] هذا هو الإبتهال الشّهير “Agios, otheos, Agios Ischyroo, Agios Athamatos” “قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الذي لا يموت” الّذي تفخر به ليتورجيّة الكنائس الشرقيّة والمخصص في الليتورجيّة اللاتينية لصلوات يوم الجمعة العظيمة.
3 “المسيح فيما بيننا”
لماذا هاتان الآياتان؟ بدون شك لتأكيد القوّة العظيمة للكلمة المتجسّد الذي حلّ بيننا والذي يصمد بثبات أمام أعدائه.
مذكرة
الحقائق الصّافية
(النسخة الأصلية، (471) المكتوبة بكاملها، بخط القديسة جان-أنتيد محفوظة في غرفة المحفوظات في روما.)
تمهيد:
هذه المذكّرة كتبت أو بالأحرى، بُدئ العمل بكتابتها، سنة 1825 بناء على طلب من الأب نير Neyre الّذي كان رئيس الأكليركيّة الكبرى في مدينة أنسي Annecy.
هذا الكاهن خادم رعية تونون Thonon سابقًا، كان على اتصال مع الأمّ جان-أنتيد توريه، منذ سنة 1810 أي منذ أن حصل على أخوات المحبّة للعمل في مستشفى تونون. لقد تابع، تطوّر الجمعيّة في سافوا Savoie وساند بنصائحه المؤسِّسة، أثناء المصاعب الّتي اعترضتها في فرنسا. سنة 1825، الأسقف الجديد لمدينة أنسي المطران تيولي Thiollay، رغم تعاطفه مع راهبات المحبّة، لم تكن لديه معلومات كافية عن نشأة جمعيتهنّ وعن الظّروف الّتي جعلتها مميزة عن تلك الّتي توجد في باريس، وعن الأسباب الّتي دفعت برئيس أساقفة بزنسون لمعارضة هذه الجمعيّة. توضيحًا للأمور، كتب الأب نير Neyre إلى الأمّ توريه في السّادس والعشرين من شهر شباط (فبراير) سنة 1825 بما يلي:
“أيتها الأمّ المحترمة، أريد منك، ودائمًا من أجل المصلحة العليا لجمعيّتك، أن تكتبي مذكّرة، تدوّنين فيها:
أولاً: متى وفي أيّ طريقة نشأت جمعيّتك.
ثانيًا: لماذا لم يتمّ الاتحاد مع بيت باريس، مع مرور الوقت.
ثالثًا: لماذا البيت في بزنسون لم يقبل بالقانون الموافق عليه من قبل قداسة البابا.
عليك أن تذكري الوقائع والأسباب بصدق وبساطة وتسلميني هذه المذكّرة لأنّها ستكون مفيدة لنا كلما دعت الحاجة. ممّا لا شك فيه، أنّ موافقة الكرسي الرسولي، تقفل فم كلّ من يريد التكلّم بدون أن يعلم، وأنّها تبررك، إذا كنت بحاجة إلى التّبرير. ولكنّ كلّ الأشخاص الّذين يساندون مصالحك يحبّذون أن يفعلوا ذلك، سيكونون سعداء، إذا وضعت بين أيديهم وثائق واضحة.
وفي الثّاني من أيار (مايو) سنة 1825، كتب الأب نير Neyre إلى القديسة جان-أنتيد يقول: “تسلمت مذكّرتك، وسوف أستعين بها عند الحاجة، ولكن عليك أن تنعمي بسلام النفس، واخدمي اللّه في الفرح وراحة الضّمير”.
لقراءة المزيد مذكرة الحقائق الصافية
مخطوطة الأخت روزالي
Manuscrit de Sœur Rosalie
(النسخة الأصلية موجودة في خزانة المحفوظات في روما)
المقدّمة
ولدت الأخت (489) روزالي (ماري-جوزيف توريه) Marie-Joseph Thouret في قرية سانسيه-له-لون Sancey-Le-Long، في الواحد والعشرين من شهر آذار سنة 1793. والدها يواكيم توريه Joachim Thouret، الأخ البكر لجان-أنتيد Jeanne-Antide، ووالدتها مرغريت ليجيه Marguerite Ligier وكانت لا تزال طفلة عند عودة جان-أنتيد إلى سانسيه Sancey من باريس ومن مدينة بزنسون Besançon، حيث أشرفت على رعايتها والاهتمام بها في خلال السّنوات 1794-1795 و1797 و1799، الّتي قضتها في مسقط رأسها. ولكي تؤمّن جان-أنتيد لهذه الابنة تنشئة مسيحيّة، أخذتها معها إلى مدينة بزنسون سنة 1800. حيث عاشت ماري جوزيف مع الجماعة الرهبانيّة الّتي كانت في مرحلة الولادة أي في أول نشأتها، ومن حالة الفتاة الطالبة، انتقلت إلى حياة الإبتداء، بطريقة هادئة طبيعيّة لأنّ الأمّ توريه Mère Thouret استقدمتها معها إلى نابولي Naples سنة 1810 وكانت وقتئذ في السّابعة عشرة من عمرها وكانت تعرف باسم الأخت روزالي Sœur Rosalie وحرصت الأمّ توريه حرصً شديدًا على تنشئة وتثقيف إبنة أخيها
الّتي كانت تبدو شديدة الذكاء، والّتي أصبحت بسرعة، أمينة سرّ عمتها وكاتمة أسرارها. ولقد رافقت الأخت روزالي عمتها جان-أنتيد، إلى فرنسا وإلى سافوا Savoie، في خلال رحلتها الأليمة من سنة 1821 إلى 1823. بعد موت عمّتها ظلّت الأخت روزالي مع الأمّ جنفياف بوكون Mère Geneviève Boucon، حيث كانت أمينة سرّها ومساعدتها إلى يوم أرسلتها الأمّ بوكون Boucon لإنشاء بيت للمؤسسة، في مدينة الدوق دي مودان Le duc de Modène سنة 1834. وهذا البيت كان، نزولاً عند رغبته، الأوّل من مجموعة بيوت بلغ عددها تسعة عشر بيتًا عند وفاة الأخت روزالي، ولقد أنشئت هذه البيوت في مقاطعة اميلي Emilie وفي المناطق المجاورة (بولونيا Bologne، رافان Ravenne، فيراره Ferrare وريجيو Reggio في اميلي Emilie). والمركز الرئيسي هو حاليًّا في منطقة فيراره. الأخت روزالي توفيت في 17 كانون الأول (ديسمبر) 1853 وعمرها مثل عمر عمّتها ساعة وفاتها. ستّون وبعض الأشهر.
لقراءة المزيد مخطوطة الأخت روزالي
يجب التخلّي عن أنفسنا، عن أنوارنا الشخصيّة، عن ميولنا الخاصة وعن حريّتنا: بطريقة، ننظر بها إلى أنفسنا، بأنّنا ليس فقط لم نعد نملك شيئًا، بل كأنّنا نحن لم نبق لأنفسنا.
لنتوسّل بثقة ثابتة، العون من يسوع في كلّ تجاربنا.
صيري أكثر فأكثر متواضعة وصغيرة في عيني نفسك
لا تري إلاّ سيّدنا يسوع نفسه، في شخص الفقراء. أعني أُخْدِميهمْ دائمًا بتواضع واحترام، ورأفة ومحبّة المسيح، ، كأنّك تخدمين يسوع المسيح.
النعمة، لا يرفضها اللّه لنا ، إذا طلبناها منه بثقة؛ وإذا لم نسعَ إلاّ لإرضائه في كلّ شي و أن نكون أمينات لإلتزاماتنا المقدّسة.
وسط المعارك والتّجارب تتكامل الفضيلة
إنّ اللّه يُفرّحه أن ينمّي الأعمال الرّائعة لمحبته الأبوية، وأن يظهر عظمته وقوّته لمساندة ضعفنا، هذا الضعف المتواضع، الّذي يعرف تعاسته وعجزه، والّذي ينتظر من اللّه، كلّ قوّة وكلّ مساندة
أمانتنا حتّى في الأمور الّتي تبدو لنا الأكثر صغرًا والأكثر عادية: إنّها تشدّ عُرى المحبّة الّتي تربطنا به، وتجعلنا أكثر قبولاً في عينيه، وتدفع محبّته الأبويّة نحونا، إلى المزيد من النعم والهبات
الكمال، لا يكون فقط، في القيام بالأمور الكبيرة، في تلك الأعمال الباهرة بل يكون في أن نعمل بنيّة صافية مقدّسة، إرادة اللّه، المتجلّية لنا، بوصيته ووصايا أمّنا الكنيسة وبقوانيننا الخاصة.
علينا ألاّ نتوقّف عن ضم نذورنا، صلاتنا وأعمالنا أمام اللّه، ليتنازل ويشدّد ضعفنا في وسط هذا العالم
استفيدوا من الوقت الحاضر، لأنّ الماضي لم يعد لكم والمستقبل مبهم. فأنتم لستم سوى مسافرين يمرون بسرعة على هذه الأرض الغريبة
اللّه خلقنا لمجده، وذلك بسعينا للتعرّف إليه، لنحبّه، لنعبده، لنخدمه لإرضائه وحسب، ولمجده فقط.
وكيف يمكنكنّ القول لله بأنّكنّ تُحببنه عندما تردن دائمًا خدمة وإرضاء نفوسكنّ؟
أيتها السّماء الجميلة، وطننا! نرجو بأن نسكن يومًا فيك. نعم، يا يسوع الإله، نرجو ذلك من رحمتك اللامتناهية.
قريبُنا في كلّ مكان؛ اللّه في كلّ مكان: هذا يكفينا.
إنَّ يسوعَ المسيح وحدَهُ، من تَبعنا دائماً في كلّ مكانٍ وهو وحدَهُ من نريدُ دائماً إتّباعَهُ!
آه! يا أخواتي الغاليات، تذكّرن هذا دائمًا، بأنكنّ قد أتيتنّ إلى الجماعة، لتربحن السّماء، ولتعشن فقيرات، متواضعات، طائعات على مثال يسوع المسيح؛ حيث لا يمنعكنّ شيء في هذا العالم، في سباقكنّ المقدّس
الّذي قد بدأتنّه.
لست بشيء، لا أستطيع شيئًا ولكن أستطيع كلّ شيء مع اللّه.
تجاوبن من كلّ قلبكنّ وبكلّ قواكنّ مع إلهام اللّه المقدّس، الّذي يدعوكنّ لتسرن وراءه، إتبعنه بتقوى؛ إختاركنّ وفضّلكنّ على الكثير من الفتيات
إنّ اللّه هو الّذي يتنازل ويبارك جهودي
إنّ اللّه، برأفته، يساعدني ويساندني
إنّنا جميعنا نتألم ونتعذّب إكرامًا لاسم اللّه القدوس، ومن أجل محبّته، لنمنع حدوث الجرائم ونسعى
لخلاص قريبنا.
إنّ اللّه الصّالح، يرى كلّ شيء، ويعلم كلّ شيء. إنّه يعرف جيدًا كيف يكافئنا ويساعدنا. وهذا يجب أن يكون كافيًا لنا.
يا ربّ إنّك ترى كلّ شيء، وتعلم كلّ شيء، وإنّني أثق بقدرتك. فإنّي أسامح أعدائي حبًّا بك”.
إنّ الأشخاص الأكثر غنى والأكثر قدرة، هم عبيد ثرواتهم، منشغلون بالمحافظة عليها، والعمل على زيادتها، وهم دائمًا خائفون من أن يخسروها؛ أمّا العمل على كسب السّماء، فهذا أقل يسعون إليه.
وضعت ثقتي باللّه، بقدرته الفائقة الّتي تستخدم أكثر الفتيات جهلاً لصنع العظائم ولمجده فقط.
ستفوح من داخل بيوتنا إلى الخارج رائحة زكية، رائحة القداسة الّتي سوف تبني قريبنا؛ والفقراء، هؤلاء الأعضاء الأعزاء في المسيح المتألّم سيجدون نجدة وتعزية في كلّ مآسيهم الروحيّة والزمنيّة.
إذا خرجنا من ذاتنا،وارتفعنا فوق ميولنا الأرضيّة، نصبح فقط ملكًا لله وحده، فننفّذ وصاياه بطريقة كاملة.
نير التخلّي والطّاعة هو أكيد والممارسة تجعله حلوًا وخفيفًا وطيّبًا.
تعليم الفقراء أن يعرفوا، يحبّوا ويخدموا الربّ، هو جزء من العمل الّذي أتى المسيح لعمله على الأرض، هو العمل على تثبيت ملكوت اللّه، دحر قوّات الجحيم؛ هو المساهمة في خلاص النفوس.
كم من الفقراء، ربما، يباركونكنّ إلى الأبد في السّماء؛ لأنكنّ علّمتنّهم أن يقدّسوا بؤسهم، ويستفيدوا من أمراضهم ويتقدّموا باحترام من الأسرار المقدّسة.
لتملك المحبّة، وليعمّ التّناغم دائمًا بيننا.
هذه الأخوّة، ليست وليدة لحم ودم، ولكنّها وليدة الدّين؛ ليست العادة الّتي تثبّتها، ولكن الغيرة لمجد اللّه ولخير المجتمع ولخلاص النّفوس.
علينا أن نصبو باستمرار نحو الكمال، ليس فقط بكبح النقائص الموجودة فينا، بل أن نعمل بطريقة مقدّسة ومثمرة للسّماء، كلّ الخير، الذي تلزمنا به.
لنكنّ كليًّا لله وفي خدمته، كمسيحيات وبنات حقيقيات للمحبّة .
لتكن حياتكن، أخواتنا الحبيبات، مطابقة لحياة يسوع المسيح المتواضعة والخفية (القديس بولس)، لتمتنَ معه.